قيم حياة ووفاة موسى
توفي كليم الله ونصير المستضعفين الذي كان حياة نبوته قيما وأخلاقا ومثلا لكل الازمان. وتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن وفاة موسى فقال فيما معناه "فبينما أنا مع جبريل متجهين إلى المسجد الاقصى مررت بقبر موسى فوجدته قائما يصلي في قبره...وجدته عند الكثيب الاحمر، لو كنتم معي لاريتكم قبره".
ثلاثة آلاف عام مرت..اندثر فيها ذكر بلايين البشر، لكننا لا نزال نذكر قصة موسى، أحد أعظم البشر، نصير المظلومين ومحرر المستعبدين،، رفض الامارة وحياة القصور ورغد العيش وارتضى حياة المطارد المدافع عن الحق والمنحاز للضعفاء والمساكين. فكانت قيمة الانحياز للحق وقول الحق والعمل للحق.
مشي ثمانية ايام من مصر إلى مدين، وقاسى ما قاسى ولم يعترض بل دعا بلهجة الواثق "عسى ربي ان يهديني سواء السبيل". وهنا برزت لنا قيمة الثقة بالله وحسن التوكل عليه.
ولما تخطى موسى عليه السلام الاختبار تلو الاخر، كان الاصطفاء الرائع من الله عزوجل: فخاطبه تعالى بقوله "يا موسى إني اصطفيتك على الناس"، "وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى"، "واصطنعتك لنفسي".
حياة كلها ترحال لا استقرار فيها، ومواجهة مع الفرعون المتأله يجبن عنها أي بشر، وهنا قيمتا الشجاعة والاخلاص اللتان ميزتا نبي الله موسى، "إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا".
أخلاق بالجملة حباه الله بها، من نصرة الضعيف إلى الشهامة والمرؤة، والوفاء بالعهد، والشجاعة (مع فرعون) والصبر (على بني اسرائيل).
وفي منازل العبادة ارتقى وتدرج موسى عليه السلام،، ففي اليقين والتوكل قطع شوطا طويلا، منذ أن أولا مدبرا خوفا من تحرك عصاه حتى أعلن رغم هول الموقف "كلا إن معي ربي سيهدين". وترقى في منزلة الشوق لله "وعجلت إليك رب لترضى".
رحم الله نبينا ونبي الله موسى صلى الله عليهم وسلم اجمعين، والحقنا بهم غير مغيرين ولا مبدلين.