هذا المقال كتبه الأستاذ أنيس منصور من عموده اليومي "مواقف"بجريدة الأهرام المصرية، وكانت المقالة عن لقاء أجراه مع الأستاذ/ عمرو خالد يوم السبت الموافق 17/5/2003.
وهذا هو نص المقال:
سمعت عن عمرو خالد الكثير, وكان معظم المتحدثين من الشباب, قالوا: شكله ومظهره ــ تقول ذلك الفتيات, أما الشبان فقالوا: إن عبارته سهلة وقادر علي الإقناع, ولا يدوخنا في أسماء غريبة تسكن ألسنة بعض المشايخ..!
وقالوا وقلن: إن الألوف يذهبون إلي أي مكان يخطب فيه الجمعة, في القاهرة أو في مدينة6 أكتوبر,
واخترعوا قصصا أنه كان سببا في أن عددا من الفتيات قد ارتدين الحجاب, ولم أفهم ما المشكلة؟ إلي أن استمعت إليه في أحد التليفزيونات العربية, مرة ومرتين, وكان الموضوع واحدا هو أم المؤمنين السيدة عائشة ابنة أبي بكر وزوجة الرسول عليه الصلاة والسلام, فماذا وجدت؟ شاب دارس وفاهم ويتحدث بلغة سهلة, ويقول للبنات والبنين: أحبوا بعضكم بعضا, فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يحب السيدة عائشة ويطعمها بيده ويلعب معها ويسابقها في الجري, أحبوا, الحب ليس حراما, مادامت النتيجة هي أن يفضي الحب إلي ما يرضي الله, ولم أجد في الذي يقوله شيئا أرفضه أو يتعارض مع الفهم البسيط للدين.
وفي بيروت جمع بيننا نجم التليفزيون الصحفي عماد الدين أديب, وسمعت منه وقال لي: نحن أقارب, فقد نصحتني أمي من زمان طويل أن التقي بك لأننا نمت بصلة القرابة إلي إبراهيم باشا عبد الهادي من ناحية أمي وأمك..
وقلت له: فيما يتعلق بحديثك عن السيدة عائشة التي مات عنها النبي(63 سنة) وهي في الثامنة عشرة من عمرها فإنني لا اعترض علي أسلوبك في الشرح والحكاية والرواية, ولكن لي تحفظات علي مضمون كثير من الحكايات, فقد نسبوا إليها الاحاديث الكثيرة وغير الصحيحة, وقد أصدر د. عبد المنعم الحفني كتابا عن أحاديث السيدة عائشة ــ ألوف الأحاديث بينما الأحاديث التي نسبت إلي الرسول من رواية والدها أبي بكر لم تزد علي125 حديثا!!
ممكن بالنسبة للسيدة عائشة وممكن أكثر للسيدة فاطمة بنت الرسول عليه الصلاة والسلام, ولكن الذي يهم هو أسلوب عمرو خالد في التوجه إلي الشباب هو الأفضل والأيسر, ولا أعرف إن كان هذا هو السبب في أنه اغترب ليعيش في بيروت مع زوجته ووالدته... وأن الانجليز قد رفضوا دخوله بلادهم ــ خسارة!
أنيس منصور