[size=18]عمرو خالد: بعد مهمة سيدنا محمد كانت مهمة سيدنا موسي أصعب مهمة في تاريخ البشرية
.. كيف لا وهو يواجه فرعون الذي يقول أنا ربكم الأعلي ؟!
أهلاً ومرحبًا بكم، سنتحدث اليوم عن طفولة وشباب سيدنا موسي عليه السلام.
اختصاص ومهمة:
لماذا اختص الله سيدنا موسي بتكليمه؟ ولماذا سيدنا موسي بالأخص هو كليم الله؟ (... وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَي تَكْلِيمًا) (النساء: من الآية164) لم يرتق ِ أحد من البشر ويصل إلي منزلة أن يكلم الله عز وجل دون وسيط إلا سيدنا موسي عليه السلام وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في المعراج، ماذا يوجد برسالة سيدنا موسي أوصله إلي هذه المنزلة؟
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتًا فجعل الناس يطوفون بالبيت يقولون ما أجمله ما أحسنه إلا موضع لبنة، فأنا موضع اللبنة) أي أنه هو الذي أكمل هذا البناء، فما هي لبنة سيدنا موسي الذي تفرد بها علي مر التاريخ؟
هو قائد صنعه الله ليقضي علي الظلم ويحول أمة من مستضعفين إلي أعزة منتصرين، مهمته أصعب مهمة في التاريخ بعد مهمة النبي صلي الله عليه وسلم هي مهمة سيدنا موسي عليه السلام، فهو مطلوب منه:
1- مواجهة أكبر طاغية علي مر التاريخ (فرعون) ذلك السفاح الذي قتل آلاف الأطفال، يواجهه بمفرده بلا قوة وبلا سلاح.
2- أن يدعو فرعون إلي التوحيد.
3- أن يدعو بلده كله إلي الإيمان بالله.
4- أن يحرر بني إسرائيل من الذل الذي ملأهم.
5- أن يخرجهم من مصر (... فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائيلَ) (الأعراف: من الآية105) وذلك ليبني بهم أمة جديدة ويقوم بعمل نهضه لهذه الأمة.
ولذلك هيئته مناسبة لهذه المهمة، فهو طويل أسمر ذو شعر أجعد مفتول العضلات، ذو شخصية قوية، ولكن لماذا أصبح كليم الله؟ انتبه معي.. إن المهمة شاقة جدًا، واعلم أيضًا أنه كان مهدداً بالقتل منذ أن كان في المهد حتي وفاته، لا يوجد أحد غيره من الأنبياء كان له هذا الحظ من التهديد بالقتل، كل الأنبياء هُددوا بالقتل بالفعل وتعرضوا لمحاولات قتل، لكن سيدنا موسي الوحيد الذي كان كذلك منذ مولده وحتي وفاته، ذلك بالإضافة إلي مهمته سالفة الذكر، لذا فهو يحتاج إعانة غير عادية حتي لا يضعف، بل يصمد ويواجه ويستمر في تحقيق مهمته تلك، هو في حاجة لدعم من الله ليعطيه قوة هائلة لمواجهة كل ذلك الظلم والبطش، لذلك تكررت كلمة الخوف في قصة سيدنا موسي كثيرًا جدًا؛ لأنه تعرض لأهوال وفي الوقت نفسه هو بشر فلابد أن يخاف كسائر البشر، وكأن رسالته من أجل نصرة الضعفاء والمظلومين وتوحيد الأمة علي قول لا إله إلا الله، فهي التي تحرر الأنفس الذليلة، هذا هو معني لا إله إلا الله، ألا تخاف من قوي ولا ذي سلطان أو أي أحد فلا إله إلا الله القوي والأقوي من أي شيء أو أحد، إذن سيدنا موسي جاء بالتوحيد والتحرير وحرية الشعوب، وذلك يعني أن أوروبا ليست أول من أتت بالحرية، بل إن سيدنا موسي وأنبياء الله هم أول من تكلم عن الحرية.