كلام الله مع أهل الجنة

[b]

( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ

فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ فَيَقُولُ أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ

رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ) . ( رواه الإمام البخاري في صحيحه ) . الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :

في هذا الهدي النبوي الشريف يبن لنا سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حديث مولانا العلي مع أهل الجنة ، وأنه جل وعلا يكلمهم كفاحا مواجهة بدون حجاب ولا واسطة ، وهذا ما ينتظره أهل الله وما بذلوا لأجله النفس والنفيس ، فقد طال شوقهم إلى مولاهم ، وهذا يوم العطاء والجزاء والإكرام ....

آن الأوان لمن سهر وتعب واجتهد وبكى كثيرا بين يدي الله أن يتنعم بنعم الله جل وعلا ، ومن أجل هذه النعم أنه ينظر إلى وجه مولانا جل وعلا وهذا ما ذكره مولانا جل وعلا في كتابه الكريم في قوله تعالى ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) . ( سورة يونس ) .

فالزيادة هي النظر إلى وجه الله جل وعلا في الجنة .
ولو أن أهل الجنة ما نظروا إلى وجه مولاهم في الجنة ما تنعموا بنعيمها ولا فرحوا بما فيها لأنهم ينتظرون ساعة التجلي وساعة الرضا والعطاء ،

ولعل شيخنا الخطيب رحمه الله عبر عن ذللك حين تعرض في شعره عن حال أهل الجنة في الجنة وأن الله جل وعلا يقول لهم

وفوق نعيم جناتي تروني وهل من بعد رؤيتنا عطايا

بالطبع لا

فهي أجل العطايا من رب البرايا لأمة خير البرايا عليه أفضل الصلاة وأزكى التحايا .

بعد كل هذا العطاء يقول مولانا لأهل الجنة يا أهل الجنة هل رضيتم ؟
فيقولون : يا مولانا ما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك
فيقول مولانا العلي : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا .

ورضوان الله هو أكبر العطاءات الإلهية وهو الفوز العظيم
قال مولانا جل وعلا ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) . ( سورة البينة ) .

وفي هذا الهدي النبوي الشريف نلحظ أن مولانا جل وعلا على الرغم من أن الجنة جنته إلا أنه سبحانه أضافها إلى أهلها وهذا من باب جواز إضافة المنزل إلى ساكنه .

ونلحظ أيضا أن مولانا جل وعلا قال لأهل الجنة أحل عليكم رضواني ، قال لهم ذلك بعد استقرارهم في الجنة ، والحكمة في ذكر دوام رضاه سبحانه بعد الاستقرار أنه لو أخبر به قبل الاستقرار لكان خبرا من باب علم اليقين، فأخبر به بعد الاستقرار ليكون من باب عين اليقين، وإليه الإشارة بقوله تعالى ‏(‏فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين‏) ( السجدة ) .
( فتح الباري ) .

ويستفاد من هذا الحديث : الأدب في السؤال وهذا ما حصل من أهل الجنة حين قالوا ( وأي شيء أفضل من ذلك ) .

إخواني الأكارم :

هذا حال أهل الجنة في الجنة ، وهذا حوارهم مع مولانا جل وعلا ، نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة ، وأن يؤهلنا جميعا لصحبة سيدنا رسول الله في الجنة ، وأن يرزقنا الحسنى وزيادة . إنه ولي ذلك ومولاه . [/b]
..

جزاك الله خيرا أخي الكريم , واسمح لي بإضافة هذه الأبيات المستوحاة من الحديث النبوي الشريف وفيها يقول ابن قيم الجوزية في صفة أهل الجنة :
فبينا هم في عيشهم وسرورهم
وأرزاقهم تجري عليهم وتقسم
إذا هم بنور ساطع أشرقت له
بأقطارها الجنات لا يتوهم
تجلى لهم رب السماوات جهرة
فيضحك فوق العرش ثم يكلم
يقول سلوني ما اشتهيتم فكلما
تريدون عندي إنني أنا أرحم
فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا
فأنت الذي تولي الجميل وترحم
فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم
عليه تعالى الله فالله أكرم
فيابائعا هذا ببخس معجل
كأنك لا تدري بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن لم تكن تدري فالمصيبة أعظم
من نظم الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

جزاك الله خيرا شيخنا الدكتور فؤاد على هذه الأبيات الرائعة

ورحم الله شيخنا ابن القيم ونفعنا به وبنفحاته

ونفحاتكم ونفحات الصالحين

اللهم آمين ....

شكر الله لك يا شيخ يسري وجعلنا وإياك ممن قال فيهم
( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلام قولا من رب رحيم)
صدق الله العظيم

تقبل الله منا ومنكم يا شيخ محمد وجزيت خيرا على مرورك

» ألفاظ القرآن بين كلام الله وكلام البشر
» كتاب بعنوان أسلوب خطبة الجمعة للدكتـور عبد الله بن ضيف الله الرحيلي
» نموذج من محبة السلف الصالح لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
» وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لفضيلة الشيخ عبد السلام أبو الفضل رحمة الله
» وصف كامل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :