ألفاظ القرآن بين كلام الله وكلام البشر

الحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على صفوته من خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
فإن القرآن الكريم قد استعمل نفس الألفاظ التي استعملها العرب في خطابهم وكلامهم، ولم يزد على اللغة العربية التي نزل بها حرفا واحدا، فمن حروفهم رُكِّبت كلماته، ومن كلماتهم رُكبت جُمَله وآياته، فما سر تفوق القرآن على غيره من الأساليب؟؟؟
ونريد هنا أن نلفت أنظار أبناء الإسلام إلى قيمة اللفظة القرآنية ومكانتها، وأن القرآن حين استعمل المفردات التي كان يستعملها العرب فإنه أعاد صياغتها من جديد وألبسها ثوبا من الحسن والجِدَّة كما لو أنها ولدت من جديد فتراها في غير القرآن سمجة متكلفة قلقة نابية غير مستقرة في مكانها حتى إذا أخذت مكانها من القرآن استقرت واطمأنت كالطائر الذي عاد إلى وكره بعد طول غياب فتراه آمنا مطمئنا
ولنضرب على ذلك مثلا من القرآن العظيم: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ)
وردت في الآية كلمة (يؤذي) ولولا أني دللتك قارئي الكريم عليها ما عرفتها وذلك لأنها سُبِكت وصيغت مع أخواتها في النظم الكريم على نحو من الدقة وحسن الصنعة الإلهية يدع النفوس والهة حيرى
لكنا سنورد هذه اللفظة في كلام البشر، وليس كل البشر بل كلام من شهد لهم الناس بالتبريز والتقدم في صنعة البيان، ذلكم هو شيخ شعراء العربية أبو الطيب المتنبي رحمه الله الذي استعمل اللفظة في كلامه فإذا هي ممجوجة لا يستقبلها السمع بسهولة ويسروكأنها تنادي على نفسها في وسط الكلام، يقول المتنبي
تلذ له المروءة وهي تؤذي ومن يعشق يلذ له الغرام
فحين تقرأ الكلمة في البيت تشعر بأنها غريبة ، والسر في ذلك أن أبا الطيب لم يحسن سبك الكلمة مع أخواتها بحيث يداري ما بها من بعض النفور، فجاءت الكلمة منقطعة آخر الشطر الأول من البيت مما كشف عن ثقل فيها على النفس والسمع؛ بينما جاءت في القرآن الكريم مضافة مع لفظ النبي فأخفى ذلك ما بها وأتت على أحسن وجوهها، وكذا استعملت اللفظة في البيان النبوي فإذا هي حسنة جميلة وذلك في حديث الرقية( باسم الله أرقيك من كل شيئ يؤذيك) فأتى بها وقد دمجها في الكلام عن طريق الإضافة فلم يظهر للناظر أي قلق في التركيب
إن القرآن الكريم يعرف كيف يدير الموقف وكيف يحسن استخدام الكلمات والمفردات؛ فما أعجب القرآن وما أبدع نظمه!!!
ومثال آخر من أمثلة حسن استخدام القرآن الكريم للمفردة ما نقرؤه في قول الله تعالى: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ)
حيث وردت كلمة(لي) مندمجة في الكلام فما شعرنا بشيء من النفور وجرى الكلام سلسا كالماء الزلال الذي يستسيغه الحلق بلا أدنى كلفة
بينما أوردها المتنبي أيضا في كلامه فإذا هي عورة في الكلام تستوجب الستر كي لا تدل على عيب عند قائلها وهو من هو أدبا وفصاحة، فكيف بمن عداه، وانحط عن مستواه، يقول رحمه الله
تُمْسِي الأَمَانِيُّ صَرْعَى دُونَ مَبْلَغِهِ ... فَمَا يَقُولُ لِشَيْءٍ لَيْتَ ذلِكَ لِي
فانظرها في آخر البيت مكشوفة عارية قلقة مضطربة وانظرها في القرآن الكريم فإذا أنت أمام جوهرة تضيء من كل اتجاهٍ نظرت إليها منه ليس فيها جهة مظلمة
وسر تفوق القرآن في ذلك على ما عداه من كلام الناس أن القرآن يستطيع بيسر وسهولة أن يصوغ الكلمات والعبارات على وجه تكون كل لفظة فيه في مكانها الذي لا تصلح إلا له ولا يصلح إلا لها ، كالصائغ الماهر الذي يمسك بالقطعة من المعدن أو الحجر أو الخشب، فتتحول في يديه إلى تحفة فنية تبهر العيون وتخطف الأبصار، بينما هي عند غيره حجر من الأحجار
علماؤنا يقولون إن صنعة البيان كصنعة البنيان، فاللغوي الماهر كالمهندس الماهر الذي يتعامل مع مادة خام، لكنه يجيد استخدام تلك المادة وتحويلها من أشتات متفرقة إلى بنيان سامق متلائم الأضلاع متوائم الأوضاع يلقى بنوع من المهابة على الناظر إليه، وكذا اللغوي الماهر يتعامل مع نفس الألفاظ التي يتعامل معها غيره ولكنه يجيد استخدامهما فيخرج من هذه الحروف والكلمات بلوحات فنية رائعة يقرب لك البعيد، ويحول المعاني الخفية إلى ظاهرة جلية
وإذا كان هذا حال البشر في تفاوتهم في صنعة البيان فكيف بصنعة الرحيم الرحمن
وما تقدم مما ذكرناه ليس إلا دلالة على عظمة هذا التنزيل وأنه ليس في طوق البشر أن يعارضوه أو يجاروه وحسبهم أن ينظروا منه إلى سماء يتعلق بها نظر الرائي وهو يعلم أن بينه وبينها من المسافات ما تنقطع دونه الأنفاس
إن المسلم ينبغي أن ينظر إلى هذا القرآن الكريم بكل اعتزاز وفخر ويعلم أن الله تعالى صنعه على عينه وأن كل لفظة فيها لها قيمتها ووزنها والمسلم يشعر أنه مع القرآن كما لو كان في حديقة غناء يقتطف من أزهارها أنَّى شاء، أو كأنه أمام كنز يحوي من الدرر والجواهر ما يخطف ببريقه الأبصار، ويدهش بحسنه العقول والأفكار
ولذلك لا تندهش حين تسمع عن أخبار المتقين وأحوال المؤمنين الصالحين مع القرآن ما قد يتصور صعوبته أو ندرته فتلك أخبار لو صحت عمن رويت عنهم لما كان فيها غرابة ولا عجب، لأن هؤلاء القوم كانوا يرون من تجليات الله في آياته ما لا يرى غيرهم، ويعلمون من الله ما لا يعلمون
فسيد الخلق صلوات الله عليه، يقوم ليلة كاملة يردد قول الله تعالى: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ختم القرآن كله في ركعة الوتر عند المقام داخل البيت الحرام، ويسئل فيجيب ( لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله)
وأحد الصالحين كان لا ينام الليل ويظل يقرأ القرآن حتى يصبح، ولما سئل كان جوابه: ( أسهرتني عجائبه)
وسيدنا عروة بن الزبير كان يقرأ كل ليلة ربع القرآن يقوم به بين يدي الله تعالى
وسوف نعقد بإذن الله تعالى مقالة عن القرآن والليل والسر الذي يربط أحدهما بالآخر لتكون حافزا لحملة الوحي وغيرهم ممن يقرأ القرآن الكريم أن يجعل لنفسه نصيبا من هذا النور الذي قال في حقه منزله جل جلاله: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ)
والعزة مشتقة من القوة والمنَعة فلا يغلب القرآن غالبٌ في قوة بيانه وبرهانه، أو مشتقة من الندرة يقولون شيء عزيز أي نادر الوجود، فهو كتاب كريم على الله كما تقول هذا الشيء عزيز عليَّ، أي له قيمة عندي
إن الناظر في الكتاب الحكيم لا يستطيع أن يعطي جوابا شافيا حول قضية الإعجاز القرآني ولكن حسبه أن يشير بما يسعه الطوق البشري إلى أطراف من ذلك؛ وأما السر الحقيقي فذلك ما لا يعرفه إلا الله تعالى، فإن في ألفاظ القرآن روحا تسري كالروح في البدن لا يستطيع الإنسان أن يعرف لها هوية أو مكانا أو سرا، وحسبه أن يردد قول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)
والقرآن هو روح الوجود في الدنيا كما قال منزله جل في علاه:( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
ألا ما أعظم هذا القرآن وما أبدع بيانه

أجزل الله مثوبتك على ما أتحفت به من طيب المقال ويتيم اللآل
وليس ذلك بمستغرب على أسلوب القرآن الكريم
وكما يقول علماؤنا إذا كان الله ليس كمثله شيء فكذلك كلامه ليس كمثله كلام .
ولقد قرأت في إعجاز القرآن والبلاغة النبوية لأديب العربية في العصر الحديث الأستاذ مصطفى صادق الرافعي من قبيل ما ذكرت أخي الفاضل ما يمتع العقل وخاصة عندما تعرض للفظة القرآنية (( ضيزى )) في سورة النجم .
ولكن يا سيدي الفاضل تقبل مني ملحظين أقولهما والله على استحياء
الأول : التعبير ب ( نفس الألفاظ ) يعني أن الألفاظ لها نفس وهذا مدلول الإضافة مع أن اللفظة لا نفس لها ويفضل عليه : ( الألفاظ نفسها ) فيحصل التوكيد بذلك . أوكما ترى فضيلتك
الثاني : التعبير بـ ( القرآن يعرف كيف يدير الموقف ) أو القرآن يقول كذا أو القرآن يستطيع كذا هذه تعبيرات استشراقية يستعملها المستشرقون الذين يريدون الظهور بمظهر الحياد هربا من قول (يقول الله تعالى )فهم لا يعترفون بنسبة القرآن إلى الله , ومن كان مثلك أخي الكريم لا يعجزه تصريف البيان وتنويع الكلام وتطويع الجمل للتعبير عما يريد فمثل يمكن أن يقال : ولكن جمال الأسلوب في القرآن أظهر هذه اللفظة وكأنها بين ذوي رحمها ولداتها أو ...نحو ذلك .
هذه وجهة نظر قد تقبلها وقد ترفضها وكل ما ياتي منك مقبول إن شاء الله
تحياتي

نعم كلامك صحيح لا غبار عليه أستاذنا الكريم، وأنا اقبله شاكرا
لكني تعجلت إخراج المقال قبل أن اراجعه أكثر من مرة ففاتني ما أشرت إليه
قاتل الله العجلة (بفتح العين لا بكسرها -احترازا-) لو كانت رجلا لشنقته
مرورك عطر المنتدى يا دكتورنا الكريم
ووالله الذي لا إله إلا هو لسعادتي بنقدك أحب إلى قلبي من سعادتي بثنائك
وإن كان كلاهما يخرج من مشكاة واحدة
لو أن كل قارئ مر وألقى بكلمة ثناء لانتفخ كاتب المقال عجبا
لكن مع النقد مرة ومع الثناء أخرى سنخرج بموضوع يمكن أن يكون متكاملا يفيد منه الجميع
وفقك الله يا دكتور فؤاد وهكذا فليكن التعليق
نريد أن نتعلم

بارك الله فيك أخونا الدكتور محمد شلبي سعدنا كثيرا بمقالك الممتع

موضوع: استدراك السبت نوفمبر 13, 2010 8:42 pm

أهلا ومرحبا بالإمام الفاضل الشيخ محمود
نورت المنتدى
وجزاك الله خيرا أن ذكرتني بالعودة إلى الموضوع
وأتوجه بالأسف إلى الدكتور محمد شلبي
في الملحظ الأول الذي تحدثت فيه وهو التعبير بـ (( نفس الألفاظ )) فلقد تبين لي أنه صحيح
كما قال أستاذنا الدكتور إبراهيم عوض . قال إن مجمع اللغة العربية أجاز أن يقال ( نفس الشيء)
وأن من يتعلقون بذلك فإنهم يتشددون في اللغة في غير متشدد
وهكذا نتعلم ما دمنا على قيد الحياة
تقبلوا فائق الاحترام

الدكتور فؤاد ، والشيخ محمود جزاكما الله خير الجزاء وجزاك الله خيرا يا دكتور فؤاد على المعلومة القيمة وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على فضلك وأدبك وعلمك وهكذا أهل العلم غايتهم نشر الحق دون اعتبار لشيء وهم في ذلك كأنما ينظرون إلى الله ولا يلتفتون إلى سواه وفقك الله يا دكتور فؤاد وجزاك خيرا
ولقد سعدت كثيرا بأخينا وحبيبنا الغالي فضيلة الشيخ محمود اليماني صديق الطفولة والشباب والشيخوخة إن شاء الله تعالى ولكني أعتب عليك يا شيخ محمود غيابك عن مثل هذه المنابر الجديدة للدعوة إلى الله تعالى والتي تحتاج إليك وإلى أمثالك من أهل العلم الذين ينبغي أن تقوم على أكتافهم أمانة الدعوة إلى الله تعالى ولئن كنت صاحبَ منبرٍ تدعوا إلى الله من خلاله وتبلغ الناسَ رسالاتِ الله وكلامَه إن هذا المنتدى وأمثاله منبر أيضا يحتاج إلى فرسان يمتطون صهواته لخوض جولات جديدة في ميدان الدعوة إلى الله تعالى وهو لعمري أبعد أثرا وأبقى ذكرا مع بقاء منبر الجمعة منارا وهاديا ولكن الدعوة تتجدد بتجدد الدنيا وتغيرها وتحتاج من الدعاة أن يواكبوا ما يجد من متغيرات وتطورات تغير وجه الدنيا والحياة ولا يخفى على ذي عقل سديد ما للشبكة العنكبوتية من أهمية فإن الكلمة التي تكتبها بيدك تنتقش على صفحة الشبكة ثم لا تغادرها إلى يوم يبعثون إن شاء الله تعالى وتظل الكلمة ما بقيت لكاتبها ثوابا وذخرا وأجرا وأنا أنتهزها فرصة لأوجه دعوةً للإخوة من أهل العلم ممن شرَّفهم الله تعالى بحمل أمانة الدعوة إليه وخلافة رسُلِه في البلاغ عنه أن يرتقوا تلك المنابر الجديدة دعاةً إلى الحق متخذين من كل وسيلة شرعية سببا إلى تبيلغ الناس وحي الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم وافر التحية والشكر وكل عام وأنتم بألف خير وتقبل الله منا ومنكم

جزاكم الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله لاقوة إلا بالله ،بارك الله فيكم شيخنا الجليل وجعل عملكم في ميزان حسناتكم
كم نحن بحاجة إلى إلقاء الضوء على هذا الموضوع القيم الذي لو استوعبناه لقدرنا القرآن حق قدره
وعظمنا كلام الله جلى وعلى في قلوبنا ولستمتعنا بعد ذالك بتلاوته وترديد كلماته آلاف المرات
وكما قلتم بارك الله فيكم وزادكم فضلا وعلما :
وأما السر الحقيقي فذلك ما لا يعرفه إلا الله تعالى، فإن في ألفاظ القرآن روحا تسري كالروح في البدن لا يستطيع الإنسان أن يعرف لها هوية أو مكانا أو سرا، وحسبه أن يردد قول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)
والقرآن هو روح الوجود في الدنيا كما قال منزله جل في علاه:( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
ألا ما أعظم هذا القرآن وما أبدع بيانه

» أجمل ما سمعت من كلام اللة أحلى صوت في قراءة القرآن
» لهذه الأسباب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير البشر
» كلام الله مع أهل الجنة
» الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
» سماع القرآن الكريم يقوي جهاز المناعة سبحان الله