هل يقال صدق الله العظيم بعد التلاوة
السؤال : هل قول صدق الله العظيم بعد تلاوة آية أو آيات من القرآن بدعة إن كان كذلك كيف دخلت الإسلام؟
الجواب :
الحمد لله
اعتاد كثير من الناس إذا هى من قراءة القرآن أن يقول ( صدق الله العظيم ) وهذا ليس بمشروع لأن النبي لم يفعله ولم يكن من عادة الصحابة رضي الله عنهم أن يفعلوه ، ولا كان ذلك في عهد التابعين . وإنما حدث في العصور المتأخرة استحسانا من بعض القراء واستنادا إلى قول الله تعالى : ( قل صدق الله ) ولكن هذا الاستحسان مردود لأنه لو كان حسنا ما تركه وأصحابه والتابعون لهم من سلف هذه الأمة.
وأما قوله تعالى : ( قل صدق الله ) فليس المراد أن يقولوها إذا هى من قراءته ولو كان هذا هو المراد لقال الله : فإذا هيت من قراءتك فقل صدق الله كما قال : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) .
والآية المذكورة التي استند إليها من ابتدع قول : صدق الله عند هاء القراءة إنما ذكرها الله تعالى تأكيدا لما أخبر به عن حل الطعام كله لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه فقال: ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين . فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون . قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) .
ولو كان المراد منها أن تقال عند هاء القراءة لكان أولى من يعلم به رسول الله ، وكان أول من يعمل بها، فلما لم يكن ذلك علم أن ليس مرادا .
والخلاصة أن قول : صدق الله العظيم عند هاء القارئ من قراءته قول محدث لا ينبغي للمسلم أن يقوله.
وأما اعتقاد المرء أن الله تعالى صادق فيما يقوله فهذا فرض ، ومن كذب الله أو شك في صدق ما أخبر به فهو كافر خارج من الملة والعياذ بالله .
ومن قال: صدق الله عند المناسبات مثل أن يقع شئ من الأشياء التي أخبر الله بها فيقول: صدق الله تأكيدا لخبر الله فهذا جائز لورود السنة به فإن النبي كان خطب فأقبل الحسن والحسين فنزل من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) إزالة الستار عن الجواب المختار : ابن عثيمين 79-80