(( هكذا تحدّثت العظماء قديما عن سيّد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه !! ))
--------------------------------------------------------------------------------
<(###)> إليكم هذه الإضاءة على اللقاء الهام والحوار الذي تمّ بين سيّد مكّة [عبد المطّلب] وملك اليمن " سَيْف بن ذي يَزَن " .. وقد علّقت على ذلك بتعليق موجز ،، أتمنّى ان تنمّوه بآرائكم الكريمة ،، والله يثيبنا جميعا ويوفـّقنا لكل خير ..
فقد ورد عن بعض المؤرّخين ومنهم مزروع الكلبي بأنه لما تملّك الملك " سَيْف بن ذي يَزَن " أرض اليمن ، وفدت إليه أشراف العرب ورؤساؤهم ليهنـّئوه .. ( وكان ذلك عند إقتراب بداية بزوغ فجر الإسلام الحنيف ) ..
<!!!> ووفد وفد قريش ، ( وقريش هي قبيلة الرسول صلّى الله عليه وسلّم ) ، وكانوا خمسة من عظمائهم : "عبد المطلب بن هاشم" (وهو جدّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم والذي كفله بعد موت امّه .. ) ، وأميّة بن عبد شمس ، وعبد الله بن جدعان ، وخويلد بن أسد ، ووهب بن عبد مناف بن زهرة..
فساروا حتى وافوا مدينة صنعاء ، والملك " سَيْف بن ذي يَزَن " نازل بقصر يسمّى غُمْدَان ،،، وكان أحد القصور التي بنتها الشياطين (للملكة) بلقيس بأمر سليمان (عليه السلام) ..
فأناخ "عبد المطلب" وأصحابه ، واستأذنوا على (الملك) "سيف" فأذن لهم ،، فدخلوا ،، وهو جالس على سرير من ذهب ، وحوله أشراف اليمن ، على كراسي من الذهب ، وهو متضمّخ بالعنبر ، وبصيصُ المسك يلوح من مفارق رأسه ،،، فحيٌوه بتحية الملك ، ووضعت لهم كراسي الذهب ، فجلسوا عليها إلاّ عبد المطلب فإنه قام ماثلًا بين يديه واستأذنه في الكلام ،،
====> فقيل له : (( إن كنت ممن يتكلّم بين يدي الملوك فتكلّم )) ..
<!!!> فقال عبد المطلب : (( أيّها الملك : إن الله قد أحلّك محلًا رفيعًا ، صعبًا منيعًا ، شامخًا باذخأ منيفًا ،، وأنْبتَك مَنْبتًا طابت أرومته ، وعزّت جرثومته ، وثبت أصله ، وبسق فَرْعه في أطيب مغرس ، وأعذب منبت ،،،
>>> فأنت أيها الملك ربيع العرب الذي إليه الملاذ ،، وذروتها الذي إليه المعاد ،، وسلفك لنا خير سلف ،، وأنت لنا منهم خير خلف ،، لن يهلك مَنْ أنت خلفه ،، ولن يَخْمل من أنت سلفه ،،
>>> ونحن أيها الملك أهل حَرَم الله وسدنة بيت الله ،، أوفدنا إليك الذي أبْهَجنا مِن كشف الضر الذي فدحنا ،، >>> فنحن وفد التهنئة لا وفد الترزئة )) ..
ـــ فقال (الملك) : (( أنتم قريش الأباطح )) ؟؟؟
ـــ قالوا : (( نعم ))
ـــ قال : (( مرحبًا وأهلأ ،، وناقة ورَحْلًا ،، ومُناخَاَ سهلأ ،، وملكأ سَمحلًا ،، يعطي عطاءً جزلًا ،، قد سمع الملك مقالتكم ، وعرف فضلكم ،،،
>>> فأنتم أهل الشرف والحمد والثناء والمجد ،،، فلكم الكرامة ما أقمتم ،،، والحباء الواسع إذا انصرفتم )) ..
ـــ ثم قال (الملك) لعبد المطلب : (( أيّهم أنت )) ؟؟
ـــ قال : (( أنا عبد المطًلب بن هاشم )) ..
ـــ قال (الملك) : (( إياك أردت ، ولك حشدتّ ، >>> فأنت ربيع الأنام ،،، وسيّد الأقوام ،،،
انطلقوا فانزلوا حتى أدعو بكم )) ..
>>>> وأمر بإنزالهم وإكرامهم ،، ثم أرسل إلى "عبد المطلب" (طالبا منه بأن يأتيه لوحده ، حيث قال) : (( إئتني وحدَك من بين أصحابك )) ،، فأتاه ، فوجده مستخليًا لا أحد عنده ، فقرّبه حتى أجلسه معه على سريره ،
<(!!!)> ثم قال (الملك) له : ((( يا عبد المطلب ؛ إني أريد أن ألقي إليك من علمي سرًا ،،،
لو غيرك يكون لم أبح به إليه ،،، غير أني رأيتك معدنه ،،، فليكن عندك مصونًا حتى يأذن الله عزّ وجل فيه بأمره ، فإن الله منجز وعده ، وبالغ أمره ))) ..
<!!!> قال عبد المطلب : (( أرشدك الله أيها الملك !!!))
<(!!!!!)> فقال (الملك) : (( أنا أجد في الكتب الصادقة ، والعلوم السابقة التي اختزنَـّاها لأنفسنا ، وسترناها عن غيرنا ، <><><> خبرًا عظيمًا ، وخطرًا جسيمًا ،،، <><> فيه شرف الحياة وفخر الممات للعرب عامّة ، ولرهطك كافة ، ولك خاصة )) ..
<!!!> فقال عبد المطلب : (( أيها الملك ؛ لقد أبتُ بخير كثير ، ما آب به وافد ، ولولا هيبة الملك وإعظامه لسألته أن يزيدني من سروره إياي سرورًا )) ..
<(!!!!!)> فقال (الملك) : (( نبي يُبعث من عقبك ، ورسول من فرعك ، اسمه "محمد" و"أحمد" ،،، وهذا زمانه الذي يولد فيه ،،، ولعلّه قد ولد ،،، يموت أبوه وأمه ،،، ويكفله جدّه وعمه ،،، وباعثه (الله) جهارًا ،،، وجاعل له أنصارًا ، يُعِزً بهم أولياءه ، ويُذل بهم أعداءه ، تخمد عند مولده النيران ، ويُعبد الواحد الديّان ، ويزجر الكفر والطغيان ، ويكسر اللاّت والأوثان، قوله فصل ،، وحكمه عدل ،، يأمر بالمعروف ويفعله ،، وينهى عن المنكر ويبطله )) ..
<!!!> قال عبد المطلب : (( علا كعبك ، ودام فضلك ، وطال عمرك ، فهل الملك سارى بإفصاح ، تفسير وإيضاح )) ؟؟؟
<(!!!)> فقال (الملك) : (( والبيت ذي الحُجُب ،،، والآيات والكتب ،،، إنك يا عبد المطلب لجدّه بلا كذب )) ..
>>>>> فخَرّ "عبد المطلب" ساجدًا (وهذا لم يكن محرّما قبل الإسلام) ...
<(!!!)> فقال (الملك) : (( ارفع رأسك ،،، ثلج صدرُك ،،، وطال عمرك ،،، وعلا أمرك ،،، فهل أحســست (بذلك) )) ؟؟؟
<!!!> قال عبد المطلب : (( نعم أيها الملك !! كان لي ولد (وهو عبد الله) كنت به معجبًا ، فزوّجته كريمة من كرائم قومي تسمّى " آمنة بنت وهب " ، فجاءت بغلام سمّيته " محمدًا " أحمد ،، مات أبوه وأمّه ، وكفلته أنا وعمّه )) ..
<(!!!!!)> فقال (الملك) : (( هو !! هو !! لله أبوك !! فإحذر عليه أعداءه ،،، وإن كان الله لم يجعل لهم سبيلًا (عليه) ،،، ولولا علمي بأن الموت مجتاحي قبل ظهوره ، لسرت بخيلي ورجالي حتى أجعل "مدينة يثرب" دار ملكي ،،،
>>> فإني أجد في كتب آبائي أن بيثرب استتباب أمره ،،، و أهل دعوته ونصرته ،،، وفيها موضع قبره ،،، ولولا ما أجد من بلوغه الغايات ، وأن أدفع عنه العاهات والآفات ،، لأظهرت اسمه ، وأوطأت العربَ عقِبه ،،، وإن أعش فسأصرف ذلك إليه ،،،
>>> ويا عبد المطلب إذا شبّ محمد وترعرع فأقدم عليّ بخبره ،،،
>>> قم فانصرف ومَنْ معك من أصحابك )) ..
ثم ودّعوه وانصرفوا إلى مكّة ( بعد أن اكرمهم الملك وأعطاهم العطاء الذي لا مثيل له ، وضاعف العطاء لسيّد مكّة وعظيمها "عبد المطّلب") ..
[<><><>]> وكان عبد المطلب يقول لسادة قومه : (( لا تغبطوني بكرامة الملك إياي دونكم ،،، وإن كان ذلك جزيلًا وفضل إحسانه إليّ وأن كان كثيرًا ،،، أغبطوني بأمرٍ ألقاه إليّ ،، فيه شرفٌ لي ولعقبي من بعدي )) ..
ـــ فكانوا يقولون له : (( ما هو )) ؟؟
ـــ فيقول لهم : (( ستعرفونه بعد حين )) ..
( وكان يقصد بذلك هو بعثة حفيده الرسول صلّى الله عليه وسلّم والتي تمّت بعد فترة قصيرة من رحلتهم المذكورة).
#############################################
سبحان الله !! فمنذ آلاف السنين ، وحتـّى يومنا هذا ، والى قيام الساعة ، فإنّ أهل الإعتدال من أصحاب العلم والمعرفة يحبّون حبيبنا ونبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ..
>> فهم أحبّوا صفاته الجميلة المميّزة قبل بعثته عليه الصلاة والسلام ،،
>> ثم وبعد بعثته إزدادت محبّتهم له ولرسالته السماوية العالمية ...
>> حيث وجدوها بأنها رسالة عظيمة ، جمعت بين الدين والدنيا بعد ان كانا مفترقين ،،
>>> وبأنها إهتمّت كثيرا بحقوق الله تعالى ، بتوحيده وعبادته كما جاء بها الوحي الكريم ،،
>> ثم إهتمّت بعباد الله ،،، فحمتهم من الظلم والتعدّي والعبث والفوضى والضياع ،، فنظّمت وشرّعت لهم طرق تعاملهم فيما بينهم ،،
>> فأمرتهم بحسن التعامل مع الآخرين ،، والتحلّي بأخلاق الرسل والأنبياء عليهم السلام من الرحمة والمحبّة والطيبة والتسامح والتعاون والترابط ،، ويكونوا كالجسد الواحد ،، وهيّينين ليّينين ،،
>> وحذّرت الناس من الإضرار بأنفسهم أو بالآخرين ،،، ومن الظلم والحقد والتطرّف ..
>>>> فأنظمتها جمعت بين الحزم والرحمة ،، وبين احترام وتقدير الناس المحترمين ،،، والتشديد على اهل الشرّ والسوء لردعهم وإرجاعهم الى فطرتهم ورشدهم وصوابهم ،،
>>> وحثّت على طلب العلم ورغّبت كثيرا به ، ولكنها منعت الإبتداع بالدين والتلاعب به أو التشدّد والغلو والمبالغة ..
اللهمّ إجعلنا من حملة لواء هذا الدين الحنيف كما تحبّ وترضى ..
وتقبّلوا جميل تحياتي