كيف نعظم نبينا ؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :
فإن من حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجله ونوقره ونعظمه .

و الله سبحانه وتعالى أمرنا بتعظيم الحبيب صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتبجيله ، ولكن ياترى كيف يكون هذا التعظيم ؟
أقول : بأن تعظيمنا للحبيب صلوات الله وسلامه عليه يجب أن يكون بقلوبنا ، وجوارحنا ، وألسنتنا .
تعظيم القلوب :
يكون بتقديم محبته على كل شيء على الآباء ، والأمهات ، والأبناء ، والبنات ، والزوجات ، والضيعات ، واالاخوة ، والأخوات ، لأنا إذا فعلنا ذلك رضي عنا رب البريات ، وجعلنا في الجنة مع خير البريات .
تعظيم الجوارح :
يكون بالعمل بشريعته ، والتأسي بسنته ، والاقتداء بحضرته ، والاشتياق لرؤيته ، وتمني العيش في مدينته ، والهيام بالجلوس في روضته .
تعظيم اللسان :
ويكون بالثناء عليه ، والاكثار من الصلاة عليه ، لأن من علامات الصدق في المحبة الاكثار من ذكر المحبوب ، ولم لا! والصلاة عليه تطمئن القلوب ، وتغفر الذنوب ، وترضي علام الغيوب .
والمتأمل في الذكر الحكيم يجد أن كثيراً من الآيات تحثنا على توقير الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، من هذه الآيات الكريمة :
قول مولانا جل وعلا :
1 / ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا .... ...) .
( النور : 63 ).
أي : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً بأن تقولوا يا محمد، بل قولوا: يا نبي الله، يا رسول الله، في لين وتواضع وخفض صوت قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً أي يخرجون من المسجد في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشيء، وقد للتحقيق فليحذر الذين يخالفون عن أمره أي الله ورسوله أن تصيبهم فتنة بلاء أو يصيبهم عذاب أليم في الآخرة.
2 / ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا ..... ) ( الأحزاب : 57 ) .
3 / ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ... . ) . ( الفتح : 9 )
4 / ( يا أيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ..... ) ( الحجرات : 2 ) .
وسبب نزول هذه الآية : ما روي من حديث نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال : ( كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم الآية قال بن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر). (رواه البخاري ) .

* وروي عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه : (أن النبي افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال ما شأنك فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة) . ( رواه البخاري ) .

وإن شاء الله سأقدم لكم في القريب العاجل بعض النماذج من تعظيم الصحابة وتوقيرهم
لسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .

وأسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من الوقرين لسيدنا رسول الله حق التوقير وأن يؤهلنا وإياكم لأنوار سيدنا رسول الله ، وأن يرزقنا في الدنيا رؤيته ، وفي الجنة صحبته ورفقته ....

اللهم آمين -------

اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا
و مولانا محمد شجرة الأصل النورانية
و لمعة القبضة الرحمانية ، و أفضل
الخليقة الإنسانية ، و أشرف الصورة
الجسمانية ، و معدن الأسرار الربانية ،
و خزائن العلوم الاصطفائية ، صاحب
القبضة الأصلية ، و البهجة السنية ،
و الرتبة العلية ، من اندرجت النبيون
تحت لوائه ، فهم منه و إليه ، و صل
و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه
عدد ما خلقت و رزقت و أمت و أحييت
إلي يوم تبعث من أفنيت ، و سلم تسليما
كثيرا و الحمد لله رب العالمين .

اللهم صل على سيدنا محمد بحر أنوارك ،
و معدن أسرارك ، و لسان حجتك ،
و عروس مملكتك ، و إمام حضرتك ،
و طراز ملكك ، و خزائن رحمتك ،
و طريق شريعتك ، المتلذذ بتوحيدك ،
إنسان عين الوجود ، و السبب في كل
موجود ، عين أعيان خلقك ، المتقدم
من نور ضيائك ، صلاة تدوم بدوامك ،
و تبقى ببقائك ، لا منتهى لها دون
علمك ،صلاة ترضيك و ترضيه
و ترضى بها عنا يارب العالمين .

اللهم صل على سيدنا محمد نور الأنوار ،
و سر الأسرار ، و ترياق الأغيار ،
و مفتاح باب اليسار ، سيدنا محمد المختار ،
و آله الأطهار ، و أصحابه الأخيار ،
عدد نعم الله و افضاله .

جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ / يسري على هذا الموضوع الهام
وجعلنا وإياك من المعظمين لسيد الأنبياء وخير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ولكن لم تركت الآية الأولى من سورة الحجرات والتي تقول (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم )) ( الحجرات . الآية : 1 ) .
فهذه الآية أصل عظيم وباب عظيم من أبواب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه , وذلك كما يلي :
أولا : يتوجه الخطاب فيها للمؤمنين , إذن فالمؤمنون هم محل توقير الرسول صلى الله عليه وسلم , لأنهم هم الذين يعرفون حق النبي ويقدرونه حق قدره صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : تأمر بعدم التقدم على أقوال الله عز وجل وأقوال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , وإذا كانت الآية نزلت تأمر المؤمنين الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإن الأمر فيها أيضا لمن جاء بعدهم ولم يعاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويتحقق هذا الأمر بأن الإنسان المسلم المؤمن لا يقدم رأيه أو رأي غيره ولا قوله على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا سمع خطيبا يخطب ويذكر قول الله عز وجل وقول رسوله عليه السلام فلابد أن يمتثل له ولا يعارضه بقول غيره , كما يقول ابن قتيبة في كتاب تفسير غريب القرآن : (( لا تقولوا قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ( ص: 415 ) , ونقول اليوم : لا تقولوا إلا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحكموا إلا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم طالما أن هناك حكما للرسول صلوات الله وسلامه عليه .
ثالثا : أمر الله عز وجل المؤمنين في ختام الآية بتقواه سبحانه وتعالى , وكأن تقوى الله سبحانه وتعالى لا تتحقق إلا بتوقير رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .
جعلنا الله وإياكم من الموقرين لحبيبنا والمعظمين لقول رسولنا , والعاملين بحكم نبينا , حتى نكون من المتقين لربنا .

جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور وليد على تعليقك وإضافتك

وجعلنا الله وإياك من الصادقين في حبنا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

موضوع: حد الاعتدال الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 8:49 pm

فضيلة الإمام الشيخ يسري
كلام جميل في وجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وقد كتب القاضي عياض رحمه الله في الشفا بتعريف حقوق المصطفى كلاما نفيسا جدا في هذا الباب , ولكن من الأوفق إكمال الموضوع بالنظر إلى الجانب الآخر وهو المغالاة في التعظيم إلى درجة تتنافي مع أقوال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تلك الأقوال التي نهى فيها عن المغالاة في تعظيمه كما فعل النصارى مع نبيهم عليه السلام قال الإمام البخاري حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ .
وقال الإمام الدارمي أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« لاَ تُطْرُونِى كَمَا تُطْرِى النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، وَلَكِنْ قُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ » .
وقال الإمام البيهقي في شعب الإيمان و كان [صلى الله عليه وسلم] لا يحب المبالغة في الثناء عليه تواضعا لربه و كان يقول : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله .
وجزاكم الله خيرا

موضوع: إضافة ثانية الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 9:04 pm

اسمح لي يافضيلة الشيخ بهذه الإضافة :
وإضافة إلى ما ذكر الكاتب من صور وعلامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم فإن من هذه العلامات العمل في نشر رسالته واقتفاء أثره في سبب إرساله وبعثته وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور فمن علامات الذين يحبونه أنهم يحاولون قدر طاقتهم أن يخرجوا الناس من ظلمات المعصية وكربها وحزنها وألمها إلى نور سنته وضيائها وإشراقها وروحها وأريحيتها وهؤلاء أعرف الناس بالحقيقة المحمدية نعم هؤلاء أفضل ممن يدعون محبيته ولا يدعون إلى شرعته وسنته على قدر طاقتهم , لقد رأى أحد علماء الإسلام نفرا من هؤلاء القاعدين عن الدعوة الغافلين عنها في أنفسهم وبيوتهم وعيالهم وجيرانهم ومع هذا يحفظون من صيغ الصلاة عليه ما يشنف الأسماع بجماله ويهز القلوب بعذوبته فقال لهم الشيخ ما أجمل هذا ولكن الذين يتعلمون سنته ويفقهون دينه ويحيونه من وراء الجبال والبحار أعرف بحقيقة المصطفى صلى الله عليه وسلم منكم

الأخ الفاضل الدكتور فؤاد

شرف لي أن تعلق على موضوعي وأنا أكتب لأني أريد منك المزيد من التوجيه ،

وأود الإفادة من علومكم ، وإن شاء الله سأقدم لكم قريبا مقالا عن المغالاة في تعظيم

النبي صلى الله عليه وسلم إلى حد لا يرضي النبي صلى الله عليه وسلم .

ولا تحرمنا من توجيهاتك المفيدة لي ولأمثالي من طلاب العلم ،

وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم .
-------

[b] أخي الكريم المفضال الشيخ يسري
جزاك الله خيرا على حسن استقبالك لتعليقاتي وتعليقات كل الإخوة الذين علقوا على مكتوباتك في هذا المنتدى الطيب نحن جميعا هنا يعلم بعضنا بعضا ويفيد بعضنا من بعض فزادك الله أدبا ودماثة خلق وزادك علما وبارك لك فيه يا أبا محمد .

» خطبة للشيخ محمد حسان عن الرسول الأكرم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء وبعض الصحابة