بعد إذن أخي الفاضل الدكتور خالد أود أن أكتب تعليقا بسيطا على هذه الطرفة
قرأتم أيها الكرام ما حدث بين الإمامين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين من جهة والإمام أبي نعيم من جهة أخرى لقد أراد الإمام يحيى أن يختبر قوة أبي نعيم في حفظ الحديث النبوي فدس له حديثا ليس من حديثه في كل عشرة أحاديث ليكشف مدى يقظته وقوة تمييزه ويزيح النقاب عن درجة ذكائه وكانت النتيجة نجاح أبي نعيم في كشف الأحاديث التي دست له إلى درجة أثارت غضبه فكانت تلك الضربة الغيورة على السنة التي أسقطت ابن معين من فوق الدكان وبالمناسبة الدكان هو المكان الذي ارتفع عن الأرض وأعد للجلوس عليه فعلام يدلنا هذا ؟
يدل على أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هيأ الله تعالى لها من الحفظ ما لم يهيأ لكتاب في الدنيا غير القرآن الكريم ولا حتى كتب غير المسلمين المنزلة على أنبيائهم لأن ما بأيدي اليهود والنصارى من كتب الآن لا يرقى أبدا إلى درجة السنة النبوية من جهة الحفظ في الصدور والسطور على سواء, بله القرآن الكريم ؟
بل إن التراث الإسلامي هو التراث الوحيد الذي انفرد بعلم وظيفته أن يميز صحة نسبة الأقوال إلى قائليها من عدمها وهو علم مصطلح الحديث شهد بذلك الداني والقاصي من غير المسلمين ومن كثير من المستشرقين المحايدين إلى حد ما .
وياقوم هاتوا لنا أمة من الأمم عنيت بحفظ أقوال عظمائها مرسلين أو غير مرسلين وقامت تحرس أقوالهم وتذب الكذب عنها كما فعلت أمة الإسلام .
ألا يدلنا هذا على كرامة نبينا صلى الله عليه وسلم عند ربه ؟
ألا يدلنا هذا على تهافت دعوى من يحاربون السنة وينكرونها بدعوى أن بها أحاديث مكذوبة وموضوعة وهذا من غبائهم لأن تمييز العلماء الكرام من أمثال ابن حنبل وابن معين وأبي نعيم أبطال طرفتنا والبخاري ومسلم وغيرهم من الأعلام للحديث الصحيح من الموضوع يدل على أن هذا معلوم وهذا معلوم فما المشكلة إذن ؟
ليت رفسة أبي نعيم كانت في عقول هؤلاء المنكرين .
وهناك مواقف طريفة مشابهة لهذه الطرفة لا أظن أن خليلي الدكتور خالد سيبخل علينا بها ولن يحرمنا من ذكر دلالتها والتعليق عليها بما له من قدرة مشهودة بفضل الله على امتلاك أدوات البحث الحديثية إلى درجة عميقة أسأل الله أن يتم عليه النعمة وأن يوفقه لنفع الإسلام والمسلمين .