دروس وعبر من هجرة خير البشر لفضيلة الدكتور وليد شومان

أخي الكريم الفاضل فضيلة الدكتور محمد
جزاكم الله خيرا على هذا المرور العطر وهذا الترحيب والشعور الذي أحس منه الأخوة والمحبة
وأحبك الله الذي أحببتني من أجله

أما عن استفسار فضيلتك :
فالهدف المقصود من كلامي هو أن نتعلم من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم التخطيط والتدبير لكل أمر يعن لنا في حياتنا حتى نسير فيه على بصيرة ونأخذ بأسباب النجاح .
وليس معنى قولي ( إن سيدنا عمر هو إنسان كأي إنسان وأن الرسول هو المشرع لنا من قبل الله عز وجل )
ليس معناه انتقاصا من قدر سيدنا عمر رضي الله عنه ـــ حاشا لله ـــ بل إنه تساؤل رأيت أنه قد يرد على خاطر بعض المسلمين فيزين له الشيطان أن سيدنا عمر رضي الله عنه كان أشجع وأجرأ على مواجهة الكفار من الرسول صلى الله عليه وسلم , وهذا كلام باطل أردت بيان بطلانه لأنه صلى الله عليه وسلم كان أشجع القوم بل إن المسلمين كانوا يتقون به صلى الله عليه وسلم ولكن قصدي هو أننا مأمورون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم أولا لأننا نأخذ ديننا عنه ثم عن أصحابه ثم العلماء .............. .
وكذلك فإن الهجرة ليست أمرا فات وانقضى أو نأخذ منها العبر والدروس لمثلها من المواقف وحسب , بل إنها تشريع لنا نسير على هديه في حاضرنا ومستقبلنا .
وأيضا فإن سيدنا عمر كان يعلم أنه لا يجرؤ أحد من أهل مكة أن يتعرض له بسوء ولذلك لم يخف الفتنة ولا الإيذاء من أحد , بخلاف غيره من المسلمين فلم تكن لهم المنعة التي كانت لسيدنا عمر رضي الله عنه والتي كانت تدفع عنهم إيذاء قريش لو كانوا هاجروا علانية .
ومن الحدير بالذكر هنا أيضا أن الله عز وجل عاصم نبيه صلى الله عليه وسلم ومع هذا أيضا خطط صلى الله عليه وسلم ودبر وأخذ بكل الأسباب التي ضمنت له نجاح الهجرة , مع أن الله عز وجل قادر على أن ينقله من مكة إلى المدينة في لمح البصر أمام أعين الكفار دون أن ينالوا منه شيئا .
أما عن الحديثين اللذين تفضلت فضيلتك وذكرتهما فإن ذكرهما في معرض المناقشة يوحي بأن كلامي يشكك في الاقتداء بالسنة المأثورة عن الخلفاء رضي الله عنهم وهذا غير مقصود والله أعلم
هذا والله تعالى أعلى وأعلم