سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشارا في مصر.. وحسب احصائيات لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومي للمرأة تبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي16% من إجمالي السرطان في مصر وتصل إلي أكثر من140 ألف حالة سنويا. والمثير للاهتمام أنه في أغلب الأحيان يتم اكتشاف المرض مصادفة, أو بعد أن يكون في مراحله المتأخرة لأن معظم السيدات يهملن عملية الفحص الذاتي للثدي شهريا, ولايعطين أهمية للتغيرات التي تحدث للثدي في بدايتها, إما بسبب عدم الوعي أو ضعف المعلومات الخاصة بصحة الثدي وأمراضه..
** هذه القضية كانت الهم الشاغل للدكتورة حنان جويفل التي كرست لها جهودها العلمية علي مدي خمسة عشر عاما ومازالت من خلال ممارسة عملها كاستشاري الأشعة التشخيصية لأمراض الثدي بعد حصولها علي الماجستير عام91 ثم الدكتوراه عام2002 في مجال التشخيصية لأمراض الثدي.. مما اتاح لها التعرف علي مخاوف المرأة وتساؤلاتها حول أمراض الثدي وبالذات السرطان, ولاحظت د. حنان افتقاد المرأة إلي التوعية الصحية وقلة المعلومات وجهلها بالكشف الذاتي.. والخوف غير الطبيعي من هذا المرض.. لدرجة عدم ذكر اسمه وتسميته بالمرض الخبيث.
من هذا المنطلق أعدت د. حنان كتابها الطبي الأول الذي صدر عن دار الهلال بعنوان أورام الثدي.. الوقاية, التشخيص المبكر.. العلاج لإمداد المرأة المصرية بكل المعلومات الخاصة بصحة الثدي.. خاصة أن ثدي المرأة في حالة تغير مستمر بسبب السن, الدورة الشهرية, الحمل, الرضاعة, حبوب منع الحمل, حبوب الهرمونات, انقطاع الطمث.. وغيرها.. إضافة إلي الاختلافات التي قد تحدث في حجمه وشكله ونسيجه أيضا في مراحل عمر المرأة المختلفة, ويجيب الكتاب بطريقة مبسطة عن التساؤلات الخاصة بصحة الثدي وأفضل الطرق للقيام بالفحص الذاتي شهريا.. اخترت منها التساؤلات التي تترد كثيرا بين النساء وإجاباتها كالآتي:
** ماهو سرطان الثدي؟
* يتكون الثدي من غدد كثيرة مهمتها إفراز اللبن بعد الولادة, وتحاط هذه الغدد بخلايا صغيرة لتكون بمثابة جدار حول كل غدة.. ولسبب غير مفهوم تماما حتي الآن تبدأ إحدي هذه الخلايا في النمو غير الطبيعي, وتخرج عن السيطرة لتكون سببا في حدوث كتلة أو ورم بالثدي, وقد يأخذ الورم وقتا طويلا حتي يبدأ في الظهور عند بعض النساء قد يتراوح بين3 و4 سنوات وربما أكثر. وهذا الورم قد يكون حميدا إذا ظل ينمو في مكان واحد ولاينتشر, بعكس الورم الخبيث الذي يتكون من خلايا سرطانية تستطيع الانتشار وغزو أماكن أخري بالجسم من خلال الدورة الدموية أو الغدد الليمفاوية.
** ماهي فئات النساء الأكثر تعرضا للإصابة بسرطان الثدي؟
ـ السيدات فوق سن الأربعين, أما اللاتي يعاني أمهاتهن وأخواتهن من هذا المرض فإن احتمالات تعرضهن أيضا للإصابة به تبدأ بعد سن الخامسة والثلاثين.
ـ النساء اللاتي لم ينجبن أو اللاتي تزوجن وأنجبن بعد سن الثلاثين.
ـ ذوات الوزن الزائد خصوصا في الجزء الأعلي من الجسم وتشير د.حنان في كتابها إلي أن هذا المرض. تزيد خطورته بتقدم العمر ووجود تاريخ عائلي للمرض.. والإحصائيات العالمية تدلل علي أن المرض يصيب واحدة من كل22 سيدة في سن الستين, وواحدة من كل13 سيدة في سن السبعين, وسيدة من كل تسع سيدات في الثمانين من العمر..
** هل هناك أعراض مرضية أو علامات يجب الانتباه لها ومراجعة الطبيب بشأنها؟؟
* لايكون سرطان الثدي مؤلما في باديء الأمر, ولكنه يسبب بعد فترة تغيرات تستوجب مراجعة الطبيب المختص منها:
ـ انتفاخ أو ورم غير عادي داخل أو قرب الثدي حتي المنطقة الممتدة تحت الإبط.
ـ تغير في حجم أو شكل الثدي, أو في لونه أو ملمسه.
ـ ملاحظة احمرار أو حكة أو طفح جلدي.
ـ الشعور بألم في الحلمة أو نزول إفرازات غير مألوفة قد تكون مدممة, وانقلاب في الحلمة وحدوث طفح عليها أو حولها.
وتنبه إلي أن هذه التغيرات قد تكون ذات أسباب لاعلاقة لها بالسرطان أو قد تكون ناجمة عن أورام حميدة غير مؤذية.. المهم عدم الإهمال ومراجعة الطبيب لضمان السلامة والوقاية.
** كيف يمكن الوقاية من سرطان الثدي؟؟
نتائج الأبحاث الحديثة للمراكز الطبية العالمية اكتشفت مايلي:
ـ تناول بعض الفيتامينات لمدة طويلة مثل مضادات الأكسدة وهي فيتامين أ, ج, د, ومادة السلينيوم تقي من سرطان الثدي بنسبة معقولة.
ـ تناول الخضراوات بكميات كافية لاحتوائها علي فيتامين( أ) الذي يعتبر مضادا للأكسدة ويمنع التحول السرطاني للخلايا بواسطة المادة التي تسمي الجذور الحرة.
ـ المحافظة علي الوزن خصوصا بعد انقطاع الطمث, وتجنب الدهون عامة.
ـ الامتناع عن شرب الكحوليات التي تزيد من معدل الأستروجين, والتدخين أيضا خاصة عند تناول حبوب منع الحمل في نفس الوقت.
ـ أثبت دواء التاموكسيفين نسبة نجاح كبيرة في منع حدوث سرطان الثدي بنسبة تصل إلي30%.
** ماذا تفعل السيدة للمحافظة علي صحة ثديها؟؟
ـ أن تقوم بعمل فحص ذاتي للثدي مرة كل شهر ابتداء من سن العشرين.
ـ عمل أشعة الثدي الماموجرافي مرة كل عام ابتداء من سن الأربعين.
ـ أن تعرف جيدا التاريخ المرضي للعائلة مثل إصابة سابقة بسرطان الثدي في الأسرة.
وأخيرا تقوم المرأة بعمل فحص للثدي عند طبيب متخصص مرة كل عام ابتداء من سن الأربعين, ومرة كل ثلاث سنوات لكل سيدة في سن الـ20 إلي الأربعين عاما.. وتذكري دائما أن الاكتشاف المبكر لأي ورم.. يعني الشفاء التام والكامل