مبارك فشل في الاختبار الأخير
ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير لها اليوم تعليقا على تنحي الرئيس مبارك أن الرئيس المصري الذي نجا من عدة محاولات لاغتياله وخرج سالما من أزمة وراء أخرى في الشرق الأوسط فشل في الاختبار الأخير الذي واجهه على الصعيد الداخلي في مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن مبارك الذي مثل رمزا ثابتا كأحد حلفاء الغرب انتهت اليوم فترة حكمه، مضيفة أن سياساته كانت تعكس أوضاعا خاطئة في مصر من قمع وفساد وفقدان الآمال في مستقبل أفضل من قبل الطبقات الفقيرة.
وقالت الصحيفة: إن مبارك الذي مضى على وجوده في الحكم ثلاثة عقود كان قد ثبت أركان موقفه - بشكل كانت فكرة خروجه من الحكم - حتى وقت قصير، أمرا صعبا تخيله بالنسبة للكثير من المصريين.
وأضافت الصحيفة: إنه بعد اتساع نطاق الاحتجاجات والمظاهرات في مصر فإن مبارك راح يصور نفسه باعتباره الوحيد الذي يمكن أن يحول بين المصريين والفوضى، على نحو ما فعله عدة مرات من قبل. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن الهجمات التي وقعت من قبل مؤيديه ضد المتظاهرين في التحرير كشفت عن أن العنف يمثل أحد أسس نظامه. وقد زاد تشبثه بالسلطة وهو ما ظهر في مواجهة المناشدات المطالبة برحيله، من أزمته حيث أصبحت صيغة الأمر الواقع المرتبطة بإحكام قبضته على الحكم، مرفوضة من الجماهير.
ولفتت الصحيفة إلى أنه خلف الوجه الصارم الذي بدا عليه نظام مبارك فإن الرجل الذي تجاوز من العمر 82 عاما كان رمزا تتراجع قوته وغير قادر على تنفيس الغضب المحتقن في صدور الشعب. وأضافت أنه رغم أن مبارك بدأ حكمه بمجموعة من الخطوات تشير إلى اعتزامه تعزيز الإصلاح الديمقراطي فإنه تراجع عن ذلك النهج وتبنى الأسلوب الديكتاتوري. كانت مظاهرات الغضب التي بدأت 25 يناير نتيجة حتمية له. واختتمت بالإشارة إلى أن بعض التقارير كانت تشير إلى أن مبارك رجل ينتابه القلق من خطوات الإصلاح.