آية الكرسي سيدة آي القرآن

آية الكرسي سيدة آي القرآن، وأعظم أية فيه ؛ فهذه الآية متضمنة التوحيد والصفات العلى؛ حيث إن الآية بُدأت بالتوحيد، ونفي الشرك، وهو المطلب الأول للعقيدة عن طريق الإخبار عن الله ، فبدأ الإخبار عن الذات الإلهية، ونلاحظ أن كل جملة في هذه الآية تصح أن تكون خبراً للمبتدأ بفظ الجلالة الله ؛ لأن كل جملة فيها ضمير يعود إلى الله سبحانه وتعالى، ترى نظمَها نظمٌ تركيبيّ لا ترتيبي، وذلك أنَّها تكاد تكون جملةً بيانيّةً واحدةً ، وإنْ تركبت من عَشْرِ جُمَلٍ نحويّةِ متتابعةِ على النحو التالي:
 اللَّهُ  -  ُ لا إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ -  لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ -  لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأََرْضِ  -  مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاَّ بِإِذْنِهِ -  يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ  -  وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِمَا شَاءَ  -  وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ والأَرْض  -  وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا  - وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ  فاسم الجلالة مبتدأ خبره محذوف، وتأتي الجمل من بعد بياناً وتفصيلاً، فالعلائق بينها علائق تركيبية، وليست علائق ترتيبية بين جمل بيانية، فما أفصح كتاب ربنا  !
وعن روعة نظم هذه الآية الكريمة، يقول الزمخشرى: فإن قلت: كيف ترتبت الجمل في آية الكرسي من غير حرف عطف ؟ قلت: ما منها جملة إلا وهى واردة على سبيل البيان لما ترتبت عليه، والبيان متحد بالمبين، فلو توسط بينهما عاطف، لكان كما تقول العرب بين العصا ولحائها، فالأولى: بيان لقيامه بتدبير الخلق، وكونه مهيمناً عليه غير ساه عنه، والثانية: لكونه مالكالمايدبره، والثالثة: لكبرياء شأنه، والرابعة: لإحاطته بأحوال الخلق، وعلمه بالمرتضى منهم المستوجب للشفاعة، وغير المرتضى، والخامسة: لسعة علمه، وتعلقه بالمعلومات كلها أو لجلالة، وعظم قدره .ينظر: الكشاف جـ1/329 .
هذا: ولقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة منها: أن آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، قال رسول الله : يا أبا المنذر: أتدرى أي آية من كتاب الله أعظم ؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدرى أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال: قلت: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، قال: فضرب بصدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر " أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: صلاة المسافرين، فضل سورة الكهف وآية الكرسي، رقم " 810 " جـ1/556. وقوله (ليهنك العلم أبا المنذر) فيه منقبة عظيمة لأبىّ ، ودليل على كثرة علمه، وفيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم، وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ولم يخف عليه إعجاب ونحوه لكمال نفسه ورسوخه في التقوى .
* ومن فضائل آية الكرسي: اشتمالها على اسم الله تعالى الأعظم، فقد روي عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها، قالت: سمعت رسول الله  يقول في هاتين الآيتين  الم اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم  و  اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّوم  [ سورة البقرة الآية رقم " 255" ، وسورة آل عمران الآية رقم" 2 " ] إن فيهما اسم الله الأعظم " أخرجه الترمذي في سننه،كتاب: الدعوات، رقم " 3478" وقال: قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، ينظر: سنن الترمذي جـ5/517، وابن أبي شيبة في مصنفه، رقم " 29363 " جـ6/47، وأحمد في مسنده، رقم " 27652 " جـ6/461
* ومن فضائل آية الكرسي: أنها حصن منيع لقارئها، فقد روي عن أبي هريرة  أنه قال: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ  بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ، وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ  إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ: دَعْنِي، فَإِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لَا أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَه،ُ فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ  حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: مَا هِيَ ؟ قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ  اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ، وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيْطَانٌ " أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الوكالة، باب: إذا وَكَّلَ رَجُلًا فَتَرَكَ الْوَكِيلُ شيئاً .....، رقم " 2187 " جـ2/812 .*ومن فضائل آية الكرسي: قارئها دبر كل صلاة من أهل الجنة، قال رسول الله  " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " أخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب: عمل اليوم والليلة، رقم " 9928 " جـ6/30، والطبراني في الأوسط، رقم " 8068 " وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن زياد إلا محمد بن حمير،ولا يروى عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد ا.هـ.ينظر: المعجم الأوسط جـ8/93، وفي الكبير، رقم " 7532 " جـ8/114، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: قال الدارقطني: غريب من حديث الألهاني عن أبي أمامة، تفرد به محمد بن حمير عنه، قال: يعقوب بن سفيان ليس بالقوي .ا.هـ ينظر: الموضوعات جـ1/17، وكره الهيثمي في مجمعه، وقال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط بأسانيد، وأحدها جيد .ا.هـ ينظر: مجمع الزوائد جـ10/102، وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة، وقال: قال الدارقطني: تفرد به محمد ابن حمير، وليس بالقوي، ورد السيوطي هذا الزعم على الدار قطني قائلاً: كلا بل قوي ثقة من رجال البخاري، والحديث صحيح على شرطه، وقد أخرجه النسائي، وابن حبان في صحيحه، وابن السني في عمل يوم وليلة وصححه أيضاً الضياء المقدسي في المختارة، وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث المشكاة: غفل ابن الجوزي، فأورد هذا الحديث في الموضوعات، وهو من أسمج ما وقع له، وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في جزء جمعه في تقوية هذا الحديث: محمد بن حمير القضاعي السليحي الحمصي كنيته أبو عبد الحميد احتج به البخاري في صحيحه، وكذلك محمد بن زياد الألهاني أبو سفيان الحمصي احتج به البخاري أيضاً، وقد تابع أبا أمامة علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وجابر، وأنس، فرووه عن النبي  ، وأورد حديث علي من الطريقين السابقين، وحديث ابن عمر، والمغيرة، وجابر، وأنس من الطرق التي ما نريدها ثم قال: وإذا انضمت هذه الأحاديث بعضها إلى بعض أخذت قوة، وقال الذهبي في تاريخه: نقلت من خط السيف أحمد بن أبي المجد الحافظ قال: صنف ابن الجوزي كتاب الموضوعات، فأصاب في ذكره أحاديث مخالفة للنقل والعقل، ومما لم يصب فيه إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها كقوله فلان ضعيف أو ليس بالقوي أو لين، وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه، ولا فيه مخالفة، ولا معارضة لكتاب ولا سنة ولا إجماع ولا حجة، فأنه موضوع سوى كلام ذلك الرجل في رواية، وهذا عدوان ومجازفة، قال: فمن ذلك أنه أورد حديث أبي أمامة في قراءة آية الكرسي بعد الصلاة لقول يعقوب بن سفيان في رواية محمد بن حميد ليس بالقوي، ومحمد هذا روى له البخاري في صحيحه، ووثقه أحمد، وابن معين .ا.هـ ينظر: اللآلىء المصنوعة جـ1/210دار الكتب العلمية ـ بيروت ط الأولى 1996م، تح/ صلاح عويضة .
وهناك الكثير والكثير من الأحاديث التي تدل على فضل هذه الآية الكريمة. ينظر: فضائل سور وآيات القرآن، القسم الصحيح، للشيخ/ محمد رزق طرهوني جـ1/136 مكتبة العلم ـ جدة ط الثالثة 2003م .
حقاً إنها لآية عظيمة الشأن؛ لعظمة ما ورد فيها من تعظيم الله تعالى، وهى آية عظيمة لما لقارئها من الأجر العظيم، ولأنها له حرز وحصن منيع، ودعوة المصطفي  بالمحافظة عليها عقب كل صلاة لما فيها من معان يحتاج المؤمن إلى استحضارها، واستذكارها بلسانه وعقله وقلبه وسائر جوارحه، فما أحوج المسلم إلى أن يعيش في ظلالها ويحيى بتعاليمها، ويسمو بروحه باستظهارها، والتدبر فيها .

جزاك الله خيرا يا فضيلة الأستاذ الجامع بين المشيخة والدكترة على ما تتحفنا به من نفحات القرآن العطرة ، ولقد سعدت سعادة بالغة حين قرأت مقالك الذي تتجلى فيه اللغة الأكاديمية والرصانة العلمية، ونرجوا أن تتواصل معنا بمزيد من المشاركات التي تثري هذا المنتدى وعقول رواده ، وهذا يسير عليك بفضل الله فأنت صديق لابن قتيبة والسمعاني ، وهما من هما ، نرجو أن لا تبخل علينا
أتمنى لك التوفيق والسداد
أخوك الصغير محمد شلبي

النصف الأول من الموضوع جميل جدا ومفيد
أما النصف الآخر الخاص بالتخريج والتصحيح والتضعيف فأشعر أنه ينادي من بعثنا من مرقدنا ؟
أرى ألآ يخرج من بين دفتي الرسالة العلمية
ولا حرمنا الله من نفحات الشيخ الدكتور محمد عبد الجيد
تقبلوا تحياتي

وهناك اقتراح آخر ، لمن أراد أن يهتم بقضية التوثيق أن يجعل التخريجات والحواشي في نهاية المقالة لتكون كالدليل لمن أراد مزيدا من الاطلاع
لا حرمنا الله منكم جميعا ولكم كل التحية

100- 100

الحمد لله تعالى على آله العظيمة، ومننه الجسيمة، أن أرسل إلينا أفضل رسله، وأنزل عليه أعظم كتبه، وهذا الكتاب هو معجزة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العظمى، وآيته الكبرى،فمنذ نزوله قد فجَّرَ تلك الطاقاتِ الكامنةَ في النفس البشرية، فاتجه إليه العلماء يستمدون منه الأدلة والحجج، فالفقيه يستمد منه الأدلة الشرعية، واللغوي يستمد منه الشواهد القرآنية على القواعد النحوية، وغير ذلك من فنون تتصل بأشرف المتون، ولقد جعل الله تعالى آيات القرآن الكريم عبراً للمتدبرين، وأحكامه هدى للمستبصرين، ولقد قيض لهذه الأمة من علمائها من ألقى الله تعالى في قلوبهم حب القرآن الكريم، وألهمهم فهم تأويله، فاشتغلوا بالكشف عن معاني كلام الله تعالى، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه، فشرفوا بعملهم هذا، وكيف لا ! وهم أرباب أعظم العلوم مقداراً وأرفعها شرفاً ومناراً ألا هو علم التفسير الذي هو رئيس العلوم الدينية، ورأسها، ومبنى قواعد الشرع وأساسها، لا يليق لتعاطيه، والتصدي للتكلم فيه إلا من برع في العلوم الدينية كلها أصولها وفروعها، وفاقَ في الصناعات العربية، والفنون الأدبية بأنواعها، وعلماؤه هم حملة سر الله المكنون، وحفظة علمه المخزون، وخلفاء أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، وهم أهله، وخاصته، وخيرته، وأمناؤه، وأصفياؤه .
هذا: ولقد كان من يمن الطالع أن تقع مقالتي المتواضعة في البيان المتعلقة بأعظم شان""شأن"" أن تقع تحت المطرقة والسندان، مطرقة أخي وصديقي وحبيبي شيخ المشايخ، وبحر المعارف العالم الذي تعلمت من صمته، وسمته، الكريم المفضال السنيّ الخصال، الدعوي، اللغوي الثقافي فضيلة الدكتور فؤاد ، نبلت بأخلاقك وسموت بأفعالك وأفدت بعلمك وأقوالك أسأل الله تعالى أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة .
وتحت سندان رفيقي وصديقي وأخي العلامة محمد شلبي ، الرجل الذي أفدت الكثير من فكره السديد، وعقله الرشيد، ونظره الثاقب، ورؤيته العميقة، وتوجيهاته الدقيقة، فعرفته أستاذاً عالماً، وأخاً متواضعاً، وشيخاً جليلاً، متعه الله بالصحة والعافية، وحفظه لخدمة دين الله تعالى.
صديقيَّ الوفيين: لقد قرأت توجيهات حضراتكم، ورغبة معاليكم في التواصل كتابة في المنتدى الموقر إثراءً له، وحقيقة الأمر أن أتابع وأقرأ كل ما تكتبانه، ولم أرد أن أرد على شيء من ذلك حتى لا أشغل أحداً عن كتاباته، ويستخرج لنا من مؤلفاته، ونفيد من استنباطاته، ومن ناحية أخرى لانشغالي ببعض الأمور الخاصة بي .
وكم أنا سعيد بأخوتي الأعزاء من نفيد بعلمه، ونهتدي بنورهم، ونسير على دربهم .
وأخصك أخي الفاضل محمد شلبي الحبيب بالقول : إنني لا أبخل يا أخي بشيء عن أستاذيَّ العلامة ابن قتيبة، فهو من العلماء الأجلاء، فهو عالم خليق بالإعجاب، جدير بالإعظام، فقد أخلص نفسه وفكره وعقله لدينه ولغته العربية، وقضى حياته مجاهداً في سبيل إعزازهما، والتمكين لهما في نفوس شباب الإسلام، ودرء شبه أعداء الإسلام والعربية والعرب؛ بما ألفَّ من كتب، ودرّسَ من دروس لا يبتغي بذلك طلب الوجاهة في دنيا الناس أو المنالة منهم، بل ابتغى بذلك وجه الله تعالى، وقد أثابه الله تعالى على إخلاصه بما أفاض على كتبه من القبول وعطف نحوها القلوب والعقول .
فترى العلماء على اختلاف مشاربهم إلا وينهلون من ثقافته الفياضة .
والحق إن مؤلفات ابن قتيبة رحمه الله تعالى دائرة معارف شاملة، تمثل أرقى ما وصل إليه الفكر الإسلامي في القرن الثالث الهجري، ولقد أثر فيمن أتى بعده، فمن ثم فهي خليقة بالدرس .
وكذا الفقيه السمعاني رحمهما الله تعالى ونضر ثراهما .
وأعد الإخوة الأعزاء أن أقدم لهم كل ما يسرهم ، كما أسعدونا بمقالاتهم الثرية في العلم، الغنيية بالتواضع والحلم .
لكم مني الشكر والعرفان، والتقدير والامتنان .
وأرجو منك أخي محمد أن ترسل إلي إميلك للتواصل معك ز
أخوكم الأصغر محمد عزام، الراجي من موالاه الناجاة يوم تذل الأقدام، وتتيه الأفهام، والسلام ختام .

جزاك الله تعالى خيرا يا دكتور محمد على الرد الجميل ونرجوا منك التواصل وأقبل ولا تخف الأمر أيسر مما تصور إن شاء الله تعالى
وبعدين إيه بقى معنى أنك تقرأ وانت مستخبي احنا عاوزين نشوفك يا شيخنا ونسعد بتعليقاتك المفيدة
وقد أرسلت إليك رسالة خاصة فيها ما طلبت
وفقك الله لما تحبه وترضاه

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
في البداية سررت كثيرا حينما قرأت الموضوع كما عودنا الدكتور /محمد
لحسن إختياره وسرده السلس، وتوضيحه الطيب
كما سرني واسعدني التفاعل من السادة الأفاضل

وليسامحني علماؤنا الأفاضل
لأني لا أملك إلا أن أقول جزاكم الله خيرا
ولا يحق لي إلا أن أثني فقط على هذا التفاعل
وأشكر على الاستفادة

» هجر القرآن
» من أمثال القرآن
» كيف تأكد د/ميلر من صحة القرآن ؟
» حملة القرآن: سمت خاص وسلوك متميز (1)
» تحميل متن الجزرية لتجويد القرآن