تأملات حول الانتخابات وأثرها على مجتمعنا ..

دردشة على الطريق
خرجت مع صاحبي في نزهة خلوية وسلكنا الطريق المسفلت بين بلدتنا والبلدة المجاورة لنا على مسافة ألفي متر تقريبا وكان الوقت منتصف العصاري في شهر فبراير والجو دافئا وأشعة الشمس المذهبة تنعكس على حقول البرسيم الخضراء على جانبي الطريق كأنها تقبلها فتميل يمنة ويسرة في هدوء بفعل النسيم العليل الزكي الرائحة ,
وكان هذا الجو الرائع باعثا على نوع خاص من الحديث حيث لا يناسبه إلا حديث الذكريات وحادثات الأيام الخوالي وخصوصا حديث الحب والغزل العفيفين وحديث الشعر الغزلي وطرائف الشعراء وتطرقنا إلى الحديث حول صور تشبيهات الشعراء لمحبوباتهم ..
قال لي صاحبي : للشعراء في هذا التشبيه صورة كثيرة جدا فمنهم من شبهها بالقمر , ومنهم من شبهها بالشمس , ومنهم من شبهها بالنور , ومنهم من شبهها بالماء في كونه سر الحياة مثل فاروق شوشة الذي قال لها ياماوية ..ومنهم من شبهها بالغزال والظبي ومنهم من شبهها بـ........نسيت ثم ضحك صاحبي ..
طبعا ضحكت من هذا التشبيه الأخير وقلت: وما وجه الشبه بين المحبوبة ونسيت ؟ ثم قلت لصاحبي ولكني قرأت تشبيها عجيبا جدا غير كل هذه التشبيهات وقد أعجبت به إلى حد كبير.
قال صاحبي : لمن من الشعراء ؟
قلت : للأستاذ مصطفى صادق الرافعي .
قال صاحبي : الله .. هو كاتب من الطراز الأول وشاعر من أبرع الشعراء في عصرنا الحديث فماذا قال ؟
قلت : لم يجد لمحبوبته شبها إلا .. إلا صورتها في المرآة قال :
سيَّالة الأعطاف أين ترنَّحت
تطلق لكهربة الهوى سيَّالها
طلبوا لها شبها يضيء ضياءها
لهوى النواظر أو يُدِلُّ دلالَها
أما السماء جلت عليهم بدرها
والأرض قد عرضت لذاك غزالها
لكنها نظرت فأخجلت الظِّبا
وتلفتت للبدر فاستحيا لها
هم يطلبون مثالها فليرقبوا
مرآتها يجدوا هناك مثالها .
قال صاحبي : الله ..الله ..لله دره شاعرا لقد .....وانقطع كلام صاحبي ووجدته يحدق في السماء قائلا : هيه رجعنا ثانية لوجع الدماغ وقيل وقال ورح وتعال !
قلت لصاحبي : وما ذاك ؟
قال صاحبي : ألا ترى هذه اللافتة التي سدت الطريق معلقة على عمودي الكهرباء .
ونظرت فإذا لافتة عريضة مكتوب عليها : الأستاذ مظهر أبو لمعة مرشحكم لمجلس الشعب يحيي أهله في القرى الثلاث اهتماماتكم وشواغلكم على رأس أولوياتنا .
قلت لصاحبي : وماذا في ذلك الأستاذ مظهر أبولمعة رجل من الرجال ، إن كان محسنا فلنفسه وإن كان مسيئا فعليها .
قال صاحبي : يا أخي لا أتحدث عن شخص الأستاذ مظهر أبو لمعة ولا علاقة لي بأي مرشح من قريب أو بعيد إنما أقصد قضية الانتخابات برمتها سواء لمجلس الشعب أو لمجلس الشورى .
قلت لصاحبي : وماذا فيها ؟ هوجة وتنتهي ككل مرة .
قال صاحبي : هوجة نعم لكن تنتهي أشك فيها .
قلت : كيف ؟
قال صاحبي ونحن نواصل سيرنا الهاديء على الطريق : ألا ترى أن لهذه الانتخابات أيا كان نوعها أثرا سيئا في البلد على علاقاتنا الاجتماعية ؟ ألم تر إلى أبناء الأعمام والإخوة والأخوات كيف قطعوا أرحامهم وتخاصموا من أجل أن فلانا صوت لفلان وفلانا خالفه وانضم إلى فلان ؟
ألا ترى ما خلفته لنا الدورة الماضية والتي قبلها من تشرذم وتحزب وفرقة وخلاف ؟ ألم تكن معي في مأتم عيلة ( الفشخري ) من مدة عندما دخل المأتم السيد فلان الفلاني فقام الأساتذة فلان وفلان وفلان يهرعون إليه كأنهم إلى نصب يوفضون وأقاموا له رجلا وأجلسوه مكانه في صدر المجلس ووقفوا ينظرون إلى أبناء عمهم متفاخرين , وما هي إلا لحظات فحضر فلان فقام الآخرون إليه كأنما خرجوا من الأجداث سراعا مرحبين به وأجلسوه ونظروا النظرة نفسها إلى الأولين . والحاضرون في المأتم يتفرجون على هؤلاء وهؤلاء منهم من يسترجع ومنهم من يحوقل ومنهم من هو مسرور مستبشر وسلم لي على الفقيد وعلى القاريء الذي ( ينتع ) من قلبه : وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون !!
قلت لصاحبي : صدقت والله إن هذه الانتخابات أصبحت مدعاة إلى الخصام وتقطيع الأرحام والتفاخر البغيض والتباهي المقيت ولكن ما السبب في ذلك ؟
قال لي صاحبي : الأسباب كثيرة جدا ومتداخلة متشابكة منها : أن مجتمعنا لا يعرف كيف يختلف حيث إن أولى قواعد الخلاف في الرأي أنه لا يفسد للود قضية , ولا يثير النزاع بين الطرفين المختلفين , ولكنه سنة الله في خلقه هكذا خلق الناس مختلفين في الأشكال والآراء ولا يزالون مختلفين , فليس عيبا أن نختلف ولكن العيب ألا نعرف كيف نختلف .
ولقد اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليهم في أشياء كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يزل بينهم أرأيت عندما انتهت غزوة الأحزاب ثم أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدب اليهود الخونة الذين خانوا عهده في الدفاع عن المدينة وانضموا إلى الأحزاب المحيطة بالمدينة للقضاء على المسلمين قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ففهم بعض الصحابة أنه صلى الله عليه يريد فقط الحث على سرعة المسير فصلى في الطريق وفهم البعض الآخر أنه صلى الله عليه وسلم يريد ذلك حقا فلم يصل إلا في بني قريظة ومع ذلك لم يعب أحد الفريقين على الآخر ولم يعب النبي صلى الله عليه وسلم على أحدهما . هكذا كانوا يختلفون .
واستطرد صاحبي يقول : ألم تر إلى سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وقد جلس في مجلس مع سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه فاختلفا في مسألة فقهية وعندما انتهى المجلس وأراد سيدنا زيد أن ينصرف ذهب ليركب فرسه فقام ابن عباس فأمسك له باللجام حتى يركب وقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فتناول زيد يد ابن عباس فقبلها وقال هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . هكذا كانوا يفقهون كيف يختلفون .
ألم تر إلى الإمام الشافعي وقد ناظر أحد الفقهاء الكبار في مسألة فغلبه الشافعي ولما انقضى المجلس وانصرف الجميع اقترب الشافعي منه وأخذ بيده وقال ألا يستقيم أن نكون أخوين وإن اختلفنا في مسألة ؟! قال هذا الفقيه فلم أر رجلا أعقل من الشافعي . أرأيت ياصاحبي كيف يكون أدب الخلاف ؟
ألم تر إلى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله الذي قال عن الإمام الشافعي : كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن . قال هذا مع أنه اختلف مع مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه في كثير من المسائل الفقهية .
هذه جذورنا التي اقتلعنا أنفسنا منها فصرنا طافين كالبشنيين على وجه الماء فسرعان ما نتحرك بفعل كل موجة وما أسهل زوالنا لمن يريد اقتلاعنا ورمْيَنَا على الشاطيء لنصفرَّ ونذبل ونموت فمن أجل أنني سأعطي صوتي لفلان إذا بابن عمي يعاديني ولأنه أعطى صوته لفلان إذا بابن خالته يتغيظ منه ناهيك عن عداوة الجار للجار ومبارزتهم لبعضهم بتعليق صور الأعضاء على الحوائط المتواجهة وتعليق اللافتات في مدخل الشارع وعلى أسوار البلكونات , وتأجير العربات المزودة بمكبرات الصوت التي تجهر يافلان يابلاش واحد غيره ما ينفعناش ولا يحلو لها الوقوف إلا أمام بيت من لا يحب أن ينتخب فلانا هذا ولا حول ولا قوة إلا بالله . أهذه وصية نبينا عليه الصلاة والسلام : مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .
قلت لصاحبي : نعم نعم صدقت ولكن فسر لي كيف اختلف الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في النزاع بين الإمام علي رضي الله عنه وبين معاوية بن أبي سفيان حتى أدى الخلاف إلى حرب بالسيف بين الطرفين ألم تقل إن الخلاف لا يفسد للود قضية فكيف تفسر ذلك الذي حدث بين الصحابة ؟
قال لي صاحبي : يا عزيزي عليك أن تحذر من أغاليط الحديث ومزالقه معنى كلامك هذه أننا اختلفنا بسبب الانتخابات حتى تخاصمنا وأن الصحابة اختلفوا بسبب الخلافة حتى حارب بعضهم بعضا وعلى ذلك فليس هناك خطأ من جهتنا إلا إذا كان الصحابة مخطئين , ولكن يا صاحبي لكي تقيس شيئا على شيء لتعطيه الحكم نفسه يجب أن يتشابه الشيئان من جميع الوجوه حتى يصح القياس وسأضرب لك مثلا لو قلت : الإنسان حيوان والأسد حيوان والإنسان ينطق إذن فالأسد ينطق – لو قلت ذلك لكان حكمك خاطئا لأن الإنسان لا يشارك الأسد في كل صفاته , الفرق كذلك بين خلافاتنا الاجتماعية بسبب الانتخابات وخلافات الصحابة - رضي الله عنهم جميعا بسبب الخلافة – فهم كانوا متأولين بمعنى أن كل فريق منهم كان يعتقد أنه على الحق ويدافع عنه فهم مجتهدون وكل مجتهد مأجور وقضيتهم قضية دين وهي من أخطر القضايا التي تتعلق بأمن المجتمع وهي قضية الحكم كما أنهم رضي الله عنهم جميعا من أصلح الناس وأطهر الناس بشهادة الله تعالى لهم في القرآن الكريم قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) وشهد لهم جميعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيما يرويه : (ابن حبان في صحيحه ج16/ص244عن عبد الله بن المغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في أصحابي لا تتخذوا أصحابي غرضا من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ) , فكيف تساوي بين قضية الانتخابات وقضية الخلافة أم كيف تماثل بين الصحابة الذين علموا الحق فأرادوا الدفاع عنه وبين من يتقاتلون منا في اللهث خلف أصحاب المقاعد حرصا على المصلحة الشخصية يا أخي القياس باطل وشتان بين الأرض والسماء .
قلت لصاحبي : رضي الله عنهم معذرة لقد اختلطت علي الأمور . ولكن ما السبب في حدة هذه الخلافات بسبب الله يخرب بيتها الانتخابات حتى وصلنا إلى ذلك الدرك الأسفل .
قال لي صاحبي : أصلا الخطأ لا يولد إلا الخطأ .
قلت : كيف ؟
قال : ما مهمة عضو المجلس الذي يبيع الدنيا والآخرة من أجل الوصول إليها ؟
قلت : وظيفته أن يقضي مصالح أبناء الدائرة بما له من اتصالات واسعة وما له من منزلة عند الوزير والخفير يسفلت طريقا أو يكون سببا في مصلحة عامة وألا يغلق بابه دون أحد يعني في مصلحة شخصية ... ببساطة يحل مشاكل الناس .
قال لي صاحبي : هذه كلها أشياء جميلة إن راعى فيها حدود الله فلم يخدم أحدا على حساب أحد ولم يظلم أحدا ولم يدافع عن مجرم أو حرامي أو خارج على القانون . ولكن هل عقد المجلس من أجل هذه الخدمات فقط ؟
المجلس مكان تسن فيه القوانين التي تحكم الصالح العام للمجتمع وتضبط الحركة الاجتماعية بما يؤدي إلى سلامة المجتمع وأمنه ورفاهيته ومناقشة القوانين ليست بالأمر السهل وليست مرعى للكلأ المباح لكل من هب ودب إذ يجب أن يكون المشارك فيها ذا عقل راجح وثقافة عالية أعني النخبة المثقفة في الهرم الاحتماعي وأصحاب التخصصات الدقيقة في كل مجالات الحياة من العلماء ليفيدوا المجتمع في مجال تخصصاتهم فهل كل من يقدم نفسه للترشيح في المجلسين تتوافر فيه هذه الصفات . أم أن كثيرا منهم غائب عن الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي والعلمي والديني
قلت لصاحبي : إن أكثر ما يعرفه العضو عن المجلس أنه واجهة اجتماعية مثل العمودية وأنه سيحصل على الحصانة فلا يسأل عما يفعل ويتوهم أن سيعربد كيف يشاء , وأنه يستطيع أن يرينا العنقاء ويمتعنا بالفرجة على الغول والنجوم في عز الظهر وأن يأتينا - لو أحببنا- بلبن العصفور .
قال لي صاحبي : ولهذا السبب يتحلق حوله المنتفعون من أصحاب المصالح الشخصية فبعضهم يريد أن يستمد منه المنظر الاجتماعي فبقربه من ( المهم ) يكون( مهما ) مثله ويكون واسطة بينه وبين الغلابة مثلي ومثلك, وطبعا سنبجل ( المهم صاحب المهم ) ونناديه بلقب يليق ونوسع له في المآتم والأفراح , وبعضهم يركز على مصلحته الشخصية فبقربه من الباشا يستطيع أن يوظف ابنه أو بنت أخته ويستطيع أن يحصل على قرض بأقل الفوائد ويستطيع أن يحصل على منافع كثيرة جدا لم يكن يحصل عليها لو ( شاف حلمة ودنه ) - بدون مرآة طبعا - لولا قربه من الباشا . أنا والله لا أعرض بأحد ولكن فقط أريد أن أكشف عن سبب العداء بين الناس لنعرف كيف نعالجه .
قلت لصاحبي : أعلم هذا يقينا يا أخي وأنك تريد أن تقول إن السبب في العداء ليس من أجل الاختلاف على شخص المرشح ولكن من أجل المصالح المادية الشخصية المتعلقة به ولهذا سيكون سقوط الباشا في الانتخابات مصيبة عند هؤلاء بل مصيبات متعددات ثقيلات .
قال لي صاحبي : ولهذا يعتبرون من يعارضه ضد مصالحهم هم لا ضد مرشحهم , ومن أجل هذا يتخاصم الخلان ويتعادى أبناء الأعمام وتقطع الأرحام أعلمت مكن الداء ومنبع العداء ؟ .
قلت صدقت ياسيدي يارسول الله لما قلت:
(إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء )(صحيح مسلم ج4/ص2098
وقلت : ( إن إبليس قد يئس أن يعبده المصلون ولكنه في التحريش بينهم )(صحيح ابن حبان13/ص270)
قال صاحبي : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد بين في حديث آخر أن مثل هذا الحال بداية النهاية ونذير الخراب والفناء .
(..فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم ) صحيح البخاري ج3/ص1152 .
فهذا التنافس غير الشريف حري بإهلاك هذا المجتمع إن لم يثب إلى رشده ويرجع إلى ربه .
قلت لصاحبي : وكيف نعالج هذا البلاء الوبيل والشر المستطير ؟
قال لي صاحبي : علاجه كما أراه في تغيير الوعي في إخراج الثقافة الاجتماعية من ظلمة المادة إلى نور الإسلام بأن يفتح خطيب المنبر عينه على هذه المشاكل بتعليم الناس فقه الخلاف وأن يبين لهم أن اختلاف الرأي لا يعني العداوة ولا البغضاء ولا الشحناء وأننا يجب أن نتزاور ونتحاب وإن اختلفنا في الرأي أو حول شخص من سننتخبه وأن قطيعة الأرحام من كبائر الذنوب وسبب للعنة الله قال تعالى : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) أن يبين لهم مدى انحرافهم عن سنة حبيبهم صلى الله عليه وسلم تلك السنة التي تحث في كل ما تأمر به أو تنهى عنه على التماسك والترابط والتحاب عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بَتَتُّه المستدرك على الصحيحين ج4/ص174
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم صحيح البخاري ج5/ص2232
أهذه التي أولاها ربها كل هذا التكريم نقطعها من أجل انتخاب زيد أو عمرو .
عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا هجرة المؤمنين ثلاثا فإن تكلما وإلا أعرض الله عز وجل عنهما حتى يتكلما المعجم الكبير ج4/ص145ثلاثة أيام وليس أربع سنين من الانتخابات في الدورة الماضية .
مع التأكيد ألا يتعرض الخطيب لجماعة أو شخص بالتصريح أو التلميح فقد صعد المنبر ليجمع الشمل لا ليفرقه والمنبر للدعوة إلى دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط وليس أداة إعلامية لفلان أو ضد فلان وإلا كان الخطيب خائنا للأمانة.
أن يذكرهم في إطار آثار الانتخابات على علاقاتنا الاجتماعية بقيمة الدنيا وتفاهتها وحقارتها وزوالها فليست تلك التي تستحق أن نتعادى من أجلها .
قلت لصاحبي : والله لو حدث هذا لاستراح الناس أو على الأقل علموا أنهم على خطأ وهذه بداية الهداية ربنا يهدي الجميع .
وأضفت أتعرف أسوأ ما في الانتخابات ياصاحبي ؟
قال باهتمام ؟ ما هو .
قلت أنها أفسدت علينا العصرية وأخرجتنا من حديث الشعر في الحب والغزل ومن صفاء الجو ورائحة البرسيم الأخضر الحيوية الزكية إلى غبار المعارك الانتخابية .
تبسم صاحبي وقال : لقد اقتربت المغربية واقتربنا من المعتمدية فتعال نصل المغرب هناك ثم نعود إن شاء الله إلى الجابرية .

أرجو من جميع الإخوة المكرمين أن يفترضوا في الكاتب حسن النية إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت والله على ما أقول شهيد

جزاك الله خيرا دكتور فؤاد والله عشت مع الموضوع وكأني أمشى معكم وأتفاعل مع الحوار خصوصا وأن هذا وقته لأن المعركة بدأت والكل يترقب والزيارات -مع الوعود الخداعة - حتى منتصف الليل .
وللأسف الشديد وحيث أننا نعيش هذه الأيام فيما تحدثتم عنه ربما لم تصل الحدة ذروتها،، ولكن
الخطير فى الموضوع أن من يقومون بالدعايا والذين يصنعون ويتصنعون الخلافات يعلمون جيدا أنه بعد مرور تلك المرحلة ،، وبعد أن يفوز ما يفوز ،، ويستبعد ما يستبعد . لا جدوى ممن إختاروه ... فقط هذه المرحلة خلافات وقطيعة ، لا الضد مستفيد ولا المؤيد مستفيد، والأخير يعلم جيدا أنه سوف لا يستفيد
ربما تكون المنفعة وقتية الأن
وهذا سبب فى مدى تخلفنا عن الركب المتحضر فكلنا يعلم الدويلة الصغيرة جدا التى لا يحق لنا بتسميتها ولو دويلة ،، والتى تشترط في النائب شروط أقلها دكتوراة حتى إذا ما عارض المعارض يكون لسبب وإن إتفق يكون لصالح عام ، لما لا فهذه مجالس تشريعية ، فإذا وضع قانونا فله أثره على مدار أعوام بل وقرون ،
فلو علمنا أن إختيارنا لشخصية ما سيترتب عليها مستقبل مجتمع حاضر وأخر سيأتي ، ليس ذلك فحسب ولكن أيضا إصلاح ماض أفسده سابقين لدققنا الإختيار .
هدانا الله جميعا إلى محو السلبية ،، والإنجراف نحو شعارات براقة ،، سائلين الله عز وجل أن يصلح لنا ديننا الذى هو عصمة أمرنا ،ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، ويصلح لنا أخرتنا التي فيها معادنا ............ أمين .
شاكرين لكم هذا السرد الطيب الجميل

قال استاذنا

فضيلة الشيخ نبيل شلبى رحمة الله عندما كان يبدء بشرح درسة
اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خيرا الفاتحين
صدق الله العظيم

فضيلة الدكتور فؤاد

لقد أخذتنا فى رحلة وجلت بنا جولة رائعة ليست فى الخيال بل فى الواقع الذى نعانى منة

بدءت رحلتك الجميلة بالقوارير فجذبتنا الى حديثك المشوق دائما

وجلت بنا فى واقع الحال وما نعانى منة من خصومات وضغائن بسبب شئ تافة
بل هو مهم شئ تافة حين تتقدم المصلحة الشخصية ومهم فى ظهور المصلحة العامة
مع بداية أنتخابات مزلة ومنهكة وسهلة ويسيرة
وضحت لنا أخى الكريم كيف يكون الاختيار فأصبت وأجدت
فولله هذا هو راى العقلاء ويجب على أئمة قريتنا العلماء أن يقوموا بدورهم فى نشر العلم والعمل لصالح
جميع الافراد والهدف النهائى أذا تجمعنا على شخص الهدف العام ومن يحققة
والله لقد قلتها لعضونا الكريم أبن قريتنا وهذا رأية والله أعلم

أعطتنا الحل وقفلت باب الحيرة والسؤال بطرح ما يكون وقفلت علينا الشبة بذكر الخلاف بين صحابة المصطفى
صلى الله علية وسلم
وفقنا الله لاختيار الاصلح ومشكور فضيلة الدكتور
وللحديث بقية
عندما اقوم بفتح منتدى للانتخابات ينقل اخبار ها بكل ميزة لها او إساءة

مع تحياتى محمد فياض

الأخ الفاضل الأستاذ أشرف
شكرا لمرورك العبق وقراءتك الواعية وتفاعلك مع الموضوع

أخي الفاضل الأستاذ محمد فياض
جزاك الله خيرا ذكرتني بشيخي الأستاذ نبيل شلبي فقد درس لي معهد المحلة الكبرى في المرحلة الإعدادية وهذه كانت افتتاحيته للحصة دائما فرحمه الله رحمة واسعة
بخصوص منتدى خاص للانتخابات
لا أدري ما تصورك له وما الهدف من إنشائه
أتمنى أن يكون الهدف منه ضمد الجراح لا فتحها ومداواة الأحزان لا تجديدها
وجمع الشمل لا بعثرته بألا نتعرض لشخص أو جماعة تصريحا أو تلميحا
وألا نجعل المنتدى منبرا ضد أو مع وأن نلتزم الحياد.
فمن حقنا أن نتكلم ولكن بالحسنى والتي هي أحسن
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس ؟

» تأملات فى سورة المنافقون
» الشريعة الإسلامية وأثرها في بناء الشخصية المسلمة
» خطبة للشيخ أبو إسحاق الحويني بعنوان سلسلة البدعة وأثرها فى محنة المسلمين
» صفر المونديال وصفر الانتخابات
» مبارك قد يلغي نتائج الانتخابات بعد انسحاب المعارضة