جمعة الشوان.. بين تحيا مصر والهنس في الدنس!

"عندما مثّلت شخصيتي كنت مغمورا لا يعرفك أحد، وقصة حياتي منحتك الشهرة والمجد، ورغم ذلك لم تسأل عني بعدها.. عموما ربنا يوفقك"!

هذه رسالة إلى الممثل الكبير الزعيم عادل إمام، أرسلها له فضلة خيرك حتة بطل مصري اسمه أحمد الهوان أو جمعة الشوان لو كان حدّ فاكر الاسم..

نعم ذلك الاسم الذي كان فتحة خير على الزعيم، وشارك بصورة كبيرة في جعله نجما متربعا على عرش السينما والمسرح في مصر،
بقى له ييجي 40 سنة، الله يطوّل في عمره.. هو الزعيم بيموت؟!!!

فأين جمعة الشوان الحقيقي الآن؟ يبحث البطل المصري هذه الأيام عن مشترٍ لشقته التي يعيش فيها هو وأولاده؛
ليسدد تكلفة العملية الجراحية التي أجراها في مستشفى مصطفى محمود الخيري بعد أن تنكرت له مصر كلها..

"أنا لو باشتغل رقاصة أو كنت لعيب كورة أو فنان كانوا عالجوني واهتموا بيّ،
إنما أنا يادوبك واحد قدّم خدمات جليلة للبلد"!

هذا تصريح آخر للبطل المصري وكلمة عنده فيها ألف حق..
لكنه مع الأسف ليس أكثر من مجرد بطل قدّم لمصر إسهامات قومية ساعدت في التحضير لمعركة 6 أكتوبر حتى كللت بالنجاح..
لم يكن صاحب قدم ذهبية يلتفّ حوله الملايين وتقدّم له الملايين، ولم يكن صاحب وسط لولبي تتثنى معه عضلات الأثرياء فتلين جيوبهم وقلوبهم..
ولم يكن ممثلا بارعا يضحك فيضحك الشعب ويرقص فيصفق الشعب.. لم يعلم البطل المصري أن شعار مصر تغير من "تحيا مصر"
فأصبح "الهنس في الدنس"، فمن حقك أيها البطل أن تتمنى أن يفعلها الموساد كما تقول:

"يغتالوني ويريحوني، ولا هما سايبيني طُعْم للشباب المصري عشان يقولوا له آدي اللي رفض يتعاون معانا وعمل فيها وطني،
أهو مش لاقي ياكل ولا يتعالج وهيمشي حافي قريب وباع شقته عشان يسدد ديونه"..

يأبى الموساد إلا أن يطل برأسه ليمارس دوره في الكشف والفضح والاغتيال -المعنوي هذه المرة- لكرامة مصر..
يقف ليقول ها هو أحد رموز الوطن يقف كأنما يتسوّل ليعيش، فهل كان وطنه يستحق أن يضحي بما ضحى به في سبيله؟
ملأ سؤال جمعة الشوان العالم فبماذا أجابت مصر؟

لن نتحدث عن ردود الفعل الشعبية التي كانت على مستوى عال من الإحساس والوطنية، وسببت إحراجا بالغا للمسئولين "الوطنجية"،
الذين كانت مساهمتهم على حد قوله أنه بعد أن استجدى كثيرا جاءه ظرف مغلق به 500 جنيه، ليضاف إلى معاشه الشهري ا
لمقدّر بسبعين جنيها، لتبثت الحكومة المصرية أنها وفية وأنها تقدّر رجالها، وربما يقرّرون بعد وفاة البطل من الجوع
-الذي وصفه بأنه كافر- أن يطلقوا اسمه على أحد الميادين رغم أنه مافيش ميدان فاضي!

البطل المصري تم تجاهل طلبه العلاج على نفقة الدولة؛ ليس لأن مصر فيها علاج كما قال نظيف مرة، وليس لأنه لا توجد ميزانية،
وليس لأن حالة البطل لا تستدعي،
وليس لأن المسئولين جاحدون لا سمح الله،
ولكن فقط لأن طلبات العلاج على نفقة الدولة مقصورة كلها مع الأسف على اللي عايزة تحقن
أو اللي عايز يتفسح أو يرجّع شبابه اللي راح في خدمة البلد في شارم ومارينا.

لن أبالغ فالواقع أبلغ من أي مبالغة، ولن أسخر فمفارقات الواقع تصنع أحلى سخرية ممكنة، فقط سؤال واحد أوجهه لكل من قرأ هذا المقال.. سؤال واحد:

تفتكر لو الزعيم -اللي مثّل دور جمعة الشوان وزعم أنه هو سبب شهرة البطل الحقيقي-
طلب العلاج على نفقة الدولة، هل كانت الدولة ستتجاهل أو تتباطأ أو تدور وشّها الناحية التانية؟

أقف متأملا في ما يحدث للبطل المصري أحمد الهوان وتكاد عيناي تدمعان، ثم أقرر من هذه اللحظة إني هاطلع الواد ابني من المدرسة،
هاسحبه من قلب تحية العلم، وهاخليه ممثل مشهور،
هو صحيح هياخد على قفاه كام سنة، بس بعدها هيبقى نجم، ومش بعيد يبقى زعيم..

كتب :محمود الغنام
جمعة الشوان.. بين تحيا مصر والهنس في الدنس! Soccer240x320h

جمعة الشوان.. بين تحيا مصر والهنس في الدنس! Soccer240x320h

» خطبة جمعة عن أحداث إمبابة
» بكل خشوع وخضوع إليكم خطبة جمعة يو 5مارس 2010للشيخ خالد
» هل ثبت في السنَّة صلاةٌ في آخر جمعة من رمضان تكفِّر إثم من فاتته صلوات مفروضة ؟
» جامعة ليفربول تمنح المفتي فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة الدكتوراه الفخرية
» الخطبة الثانية للعالم الجليل خالد فرج منصور جمعة 13/11/2009 بالمسجد الكبير بالجابرية