فؤاد عزام
فضيلة الدكتور
المشاركات : 379
التقييم : 10
النشاط : 591
سجل فى : 15/12/2009
أوسمة العضو : 
 |  موضوع: كلمة : ( الإسلام ) ما معناها ؟  الأربعاء يناير 13, 2010 9:08 pm | |
| من المعلوم أن التعريف اللغوي أوسع دلالة وأشمل من المعنى الاصطلاحي – والمعنى الاصطلاحي هو ما اتفق عليه جميع أهل العلم الذي ورد التعريف في مجاله – فكلمة ( الإسلام ) المتعارف عليها اتفاقا تعني ما ورد في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت ....ح" .
وإذا أطللنا من نافذة المعاجم اللغوية إطلالة سريعة نستبين منها معنى الكلمة في العرف اللغوي يلاحظ أن الكلمة تعني - من بين ما تعني - الخضوع والتسليم فكأن الذي أسلم قد أعلن خضوعه لحكم الله رب العالمين وحده وقد ورد في التنزيل العزيز على لسان بلقيس ملكة سبأ: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (النمل:44) فالإسلام يعني الخضوع والطاعة لله رب العالمين .
والتطبيق العملي لهذا المعنى يستلزم معرفة موضوع الخضوع والتسليم ففيم نخضع وفيم نسلم وفيم نستسلم لله رب العالمين حتى يكون لإسلامنا وجود حقيقي وملموس ؟
يسعفنا الإمام ابن القيم -أو ابن قيم الجوزية لأن والده كان قيما أي ناظرا على المدرسة الجوزية – في كتابه القيم : (طريق الهجرتين وباب السعادتين ) بأن لله تعالى على عبده حكمين :
الحكم الأول : حكم شرعي وهو ما يتعلق بالأمر والنهي أي افعل كذا ولا تفعل كذا وهذا حلال وهذا حرام .
الحكم الثاني : حكم قدري وهو ما لا دخل للعبد في حصوله بل يحصل رغم أنف العبد مثل الموت والمرض والمصائب ... إلى آخره . أهـ .
وأرى أن هذين الحكمين هما موضوع كلمة الإسلام التي هي بمعنى الخضوع والتسليم والانقياد ؛ فلكي أكون مسلما يجب أن أخضع لله تعالى في الحكمين الشرعي والقدري , وتعال أيها القاريء الكريم لنشهد معا هذا المعنى في نماذج حية تنطق به وتعلن عنه .
أولا : في حكم الله الشرعي .
كما علمت الإسلام في الحكم الشرعي يعني الالتزام بحدود الله تعالى بإقامة فرائضه وطاعة أوامره , واجتناب ما أمر باجتنابه بهذا يكون العبد مسلما لأن من شأن العبد أن يطيع سيده ولا يعصي له أمرا وإليك نماذجا من سيرة السلف الصالح تؤكذ ذلك :
1- في أمر تحويل القبلة
روى البخاري عن ابن عمر قال بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء إذ جاء رجل فقال قد أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها فتوجهوا إلى الكعبة .
ورواه مسلم من وجه آخر عن ابن عمر ورواه الترمذي من حديث سفيان الثوري وعنده أنهم كانوا ركوعا فاستداروا كما هم إلى الكعبة وهم ركوع وكذا رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مثله وهذا يدل على كمال طاعتهم لله ولرسوله وانقيادهم لأوامر الله عز وجل رضي الله عنه عنهم تفسير ابن كثير ج1 ص193
فالصحابة رضي الله تعالى عنهم لم ينتظروا حتى يستفسروا عن الذي حدث وكيف تغير الحكم لكنهم سرعان ما امتثلوا لأمر الله وهذا من معاني الإسلام لله تعالى في الحكم الشرعي .
2- في تحريم الخمر .
عن أنس رضي الله عنه كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت قال فقال لي أبو طلحة اخرج فأهرقها فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة فقال بعض القوم قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية - صحيح البخاري ج2 ص869 والفضيخ هو عصير العنب كما جاء في لسان العرب .
أرأيت أيها الأخ المسلم كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يفهمون معنى كلمة الإسلام . إنهم لم ينتظروا وقد حرمت الخمر حتى تفرغ الدنان أو ينتهوا من آخر زجاجة أو يعزمون على أنها ستكون آخر مرة كلا هذا من شأن ضعاف الإيمان أما الصحابة فقد كسروا آنيتها في الحال وجرت في سكك المدينة على الأرض هذا هو معنى الإسلام لله في الحكم الشرعي .
3- في خمار النساء .
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : .. وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل ؛ لقد أنزلت سورة النور(ْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهم ما أنزل الله فيهم ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وكل ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان " . تفسير ابن كثير ج3 ص 274, 275. والمرط: كساء من صوف أو من حرير , ومعنى معتجرات : مغطيات رؤوسهن والاعتجار لف العمامة على الرأس .
أرأيت أيها الأخ والأخت الكريمان معنى الإسلام عند الصحابيات رضي الله عنهن هل نستطيع الآن أن نحدد موضعنا من هذه الكلمة ؟ هل تستطيع أن تحدد المسافة بينك وبينها ؟ كل شخص بنفسه عليم .
ثانيا في حكم الله القدري .
تذكر معي أن الحكم القدري هو ما لاحيلة فلإنسان فيه مثل المرض والموت وسائر المصائب التي تحل بالإنسان , ويتحقق معنى كلمة الإسلام في هذا الحكم بالاستسلام لله فيه والرضا به وشكر الله تعالى عليه وإليك نماذجا توضح ذلك :
1- نبي الله يعقوب – وطبعا كان مسلما وكل أنبياء الله كانوا مسلمين – عندما احتال أبناؤه وأخفوا صفيه منهم يوسف عليه السلام زاعمين أن الذئب أكله ماذا فعل النبي الكريم قال تعالى : (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف:18) .
لم يزد على الاستسلام التام والرضا والاستعانة بالله تعالى , ولم العجب أليس جده عليه السلام هو من أسلم أمره لله وتقدم ليذبح ابنه إسماعيل عليه السلام وفداه الله بذبح عظيم .
وإذا كانوا العوام يقولون : ضربتان في الرأس توجعان , فإنما ينطبق هذا على ضعاف الإيمان الذين لم يتحقق فيهم معنى كلمة الإسلام بالدرجة المطلوبة أما نبي الله يعقوب فلا , لقد اضطر أبناؤه أن يتركوا أخاهم الأصغر بنيامين في مصر متهما بالسرقة - وكان هذا من تدبير الله تعالى لنبيه يوسف عليه السلام – فماذا فعل يعقوب بعد أن فقد آخر العنقود للمرة الثانية ؟ قال تعالى حكاية عنهم : (ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف: 81, 82 , 83 ) هذا هو معنى الإسلام لله في الحكم القدري .
2- وسر على الدرب وانظر إلي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد مات أولاده الذكور في حياته وماتت ابنتاه رقية وأم كلثوم في حياته , ومات عمه أبو طالب في حياته وماتت زوجه خديجة رضي الله عليه عنها في العام نفسه ومات عمه حمزة في غزوة أحد شهيدا ورآه وقد قطعت هند بطنه وأخرجت كبده كل هذا وهو صابر محتسب مسلم أمر لله راضيا بحكم الله سعيدا به .
وتأمل معي هذا الموقف الباكي الذي رواه َنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى النَّخْلِ [في المكان الذي تسكن فيه مرضعته]ُ , فَوَجَدَ فِيهِ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ , ثُمَّ قَالَ: " يَا بُنَيَّ مَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا " فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ , تَبْكِي ؟ أَوَ لَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ ؟ قَالَ: " إِنَّمَا نُهِيتُ عَنِ النَّوْحِ , عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ لَعِبٍ وَلَهْوٍ وَمَزَامِيرِ شَيْطَانٍ , وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشِ وُجُوهٍ , وَشَقِّ جُيُوبٍ , وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ , وَهَذَا رَحْمَةٌ , وَمَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ , يَا إِبْرَاهِيمُ لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرُ حَقٍّ وَوَعْدُ صِدْقٍ , وَإِنَّهَا سَبِيلٌ مَأْتِيَّةْ لَا بُدَّ مِنْهَا حَتَّى يَلْحَقَ آخِرُنَا أَوَّلَنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا , وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ تَبْكِي الْعَيْنُ , وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ , وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ "
3- ولتواصل المسير في درب المسلمين ليتجلى لك أخي الكريم معنى الإسلام لله في الحكم القدري فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي ؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعِشَاءَ، فَتَعَشَّى ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا، قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ " ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا "، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْمِلْهُ حَتَّى نَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَعَثَتْ مَعَهُ تَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَمَعَهُ شَيْءٌ " ؟ قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْ فِيهِ فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، ثُمَّ حَنَّكَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ .
4- وواصل المسير وانظر الخنساء رضي الله عنها في جاهليتها حيث لا إسلام يوم مات أخوها صخر فملأت الدنيا نواحا وعويلا ورثاء بأشعارها حتى حفظت عنها من مثل :
وإن صخرا لكافينا وسيدنا
وإن صخرا إذا نشتو لنحار
أغر أبلج تأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار .
هذا حالها في الجاهلية فلما أسلمت استشهد أولادها الأربعة في معركة القادسية فلما علمت قالت : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله وأسأل الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته !
لقد فهمت رحمها الله معنى كلمة : إسلام .
خلاصة الموضوع :
والخلاصة أخي المسلم أن معنى كلمة الإسلام هو الاستسلام لله تعالى في حكميه الشرعي فإذا أمرنا امتثلنا في الحال وأطعنا وإذا نهانا انتهينا وفي حكمه القدري فإذا ابتلانا صبرنا وإذا أنعم علينا شكرنا . بهذا نكون مسلمين وبهذا المقياس يمكن لكل منا أن يخلو لنفسه لحظات ليحدد موقعه الدقيق من معنى الكلمة المكتوبة في مكان الديانة في بطاقته . | |
|
محمد فياض
المدير العام
المشاركات : 2169
التقييم : 6
النشاط : 5061
سجل فى : 26/05/2009
أوسمة العضو :
| | موضوع: رد: كلمة : ( الإسلام ) ما معناها ؟ الأربعاء يناير 13, 2010 11:22 pm | |
|
تحدثت فضيلة الدكتور الكريم على احكام الله على عبادة وذكرت انهما حكمان
لا يجب علينا فيهما إلا السمع والطاعة فالحكم الاول هو حكم هو حكم شرعى
وللأنسان فية الأختيار بين الحرمة والحلال وهو محاسب بعملة وعلمة
اما الحكم الثانى فهو حكم قدرى مثل الموت والحياة الصحة والمرض
وان الأعمار والأرزاق والحوادث كلها مكتوبة منذ الأزل، "ما أصابك ما كان ليخطأك،
وما أخطأك ما كان ليصيبك"، قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ
تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }لقمان-34. صدق الله العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له
في أثره فليصل رحمه" وقال عليه الصلاة والسلام "صلة الرحم وحسن الجوار وحسن
الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار
وروى الترمذى لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر
فهل يرد الدعــــــــاء القدر وهل صلة الرحــــــــــم تزيد العمر
مشكور اخى الكريم وارجو تقبل مرورى
| |
|
فؤاد عزام
فضيلة الدكتور
المشاركات : 379
التقييم : 10
النشاط : 591
سجل فى : 15/12/2009
أوسمة العضو :
| | موضوع: رد: كلمة : ( الإسلام ) ما معناها ؟ الخميس يناير 14, 2010 9:40 pm | |
| [ هل يرد الدعاء القدر ؟وهل صلة الرحم تزيد في العمر ؟
أخي الكريم : وردت عدة آثار صحيحة بأن الدعاء يرد القضاء وأن صلة الرحم تزيد في العمر ,مع أن القضاء والعمر كتبا منذ الأزل وهذه المسألة شغلت العلماء قديما ولأن هذه الآثار صحيحة فقد ذهب البعض إلى تأويلها أو تفسيرها بمعنى لا يفيده ظاهرها وهو أن المراد برد القضاء بالدعاء أن الدعاء يلطف تلقي الإنسان للقضاء ويقويه على استقباله ويعينه على تحمله والمراد بزيادة العمر البركة فيه بحيث يحصل له من الخير الدنيوي والديني في عمره ما لا يحصل لمن هو أطول منه عمرا . جاء هذا التأويل في كتاب شرح السنة ـ للإمام البغوى ج13 وكتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير - (9 / 174).
وبعض العلماء وفق بينها لصحتها جميعا وبين أنها غير متعارضة مثل الإمام أبو جعفر الطحاوي حيث قال بعد أن عرض المسألة :
(....فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن هذا مما لا اختلاف فيه إذ كان قد يحتمل أن يكون الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النسمة جعل أجلها إن برت كذا وإن لم تبر كذا لما هو دون ذلك وإن كان منها الدعاء رد عنها كذا وإن لم يكن منها الدعاء نزل بها كذا وإن عملت كذا حرمت كذا وإن لم تعمله رزقت كذا ويكون ذلك مما يثبت في الصحيفة التي لا يزاد على ما فيها ولا ينقص منه وفي ذلك بحمد الله التئام هذه الآثار واتفاقها وانتفاء التضاد عنها والله عز وجل نسأله التوفيق
ومن جهتي أقبل الأمرين فلكل وجهته ودليله هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أسجل دهشتي من عدم ورود أي استفسار من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع - وهذا فيما طالعته من شروح العلماء للقضية - ولو كان هناك أدنى استفسار لما سكتوا عن الاستشهاد به , فالصحابة رضي الله عنهم سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر الإنسان ورزقه وأجله وشقاءه وسعادته كتبوا وهو لا يزال جنينا , وسمعوا منه كذلك أن البر يزيد العمر وأن الدعاء يرد القضاء ومع هذا سلموا بذلك كله وعملوا رجاء تحصيل ثوابه فوصلوا أرحامهم رغبة في طول العمر أيا كان معناه واجتهدوا في الدعاء لعلمهم أنه يرد القضاء أيا كان معناه ,فالخير في الاتباع والعمل لا في التعمق والتدقيق مع الكسل , وأحب أن أتبع هديهم فالنبي صلى الله عليه وسلم قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم .
وكذلك آل بيته الأطهار فلقد سئل الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في مسألة من مسائل القدر فقال لسائله : إن الله أراد بنا أشياء وأراد منا أشياء فانشغلنا بما أراد بنا وتركنا ما أراد منا !.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه .[/justify][/size][/font] | |
|
