| |
| | الدعوة إلى الله | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
فؤاد عزام فضيلة الدكتور
المشاركات : 379 التقييم : 10 النشاط : 591 سجل فى : 15/12/2009
أوسمة العضو :
| موضوع: الدعوة إلى الله الخميس ديسمبر 17, 2009 11:40 am | |
| استعمل العرب كلمة:(الدعوة) بمعنى : النداء , يقال : دعا الرجل أي : ناداه وتداعى القوم : دعا بعضهم بعضا , وعلى هذا المعنى فإن الدعوة إلى الله تعني نداء الداعي غيره إلى الإيمان بالله وبما يترتب على هذا الإيمان من طاعة والتزام , يشهد لهذا المعنى قول الله تعالى حكاية عن أولى الألباب : ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾ (آل عمران:193) أما الدعوة عند أهل الاختصاص فتدل على معنيين , أولهما :دين الإسلام ,فعندما يقولون منهج الدعوة الإسلامية في كذا فإنما يعنون بذلك منهج دين الإسلام - والمعنى الثاني: النشر والبلاغ بمعني القيام بفعل حركي -أيا كان نوعه - في سبيل تبليغ الناس برسالة الإسلام وتعاليمه . وسأكتب – مستعينا بالله - عن الدعوة إلى الله في السطور الآتية في إطارالمعنى الثاني للدعوة أي النشر, والتبليغ ,والفعل الدعوي , وما يرادف ذلك من مصلحات مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والنصيحة , والإرشاد .... إلخ . وتظهر أهمية الحركة الدعوية وخطورتها إذا لوحظ أنه ليست هناك فكرة أو عقيدة تركت آثارها في أي مجتمع إنساني دون أن يقوم بالدعوة إليها من يقتنع بها , ويظل في حومة الدفاع عنها حتى يحولها إلى واقع ملموس واضح الملامح محدد الأبعاد , كما أن مدى حماس الداعي لفكرته , وحركته , وإصراره , وصبره , وتنوع وسائله , وتعدد أساليبه , وتقييمه الدائم لعمله , ومحاولاته الدائبة لتصحيح مساره , وإفادته من أخطائه , وتجسيده لقضيته ... كل أولئك كفيل بأن تترك دعوته أثرا ما في مجتمعه , ومن هنا تبرز قيمة الحركة الدعوية في نشر الأفكار والمعتقدات والقيم . فالحركة الدعوية هي الوقود الذي يحافظ على أصل الفكرة ويكفل بقاءها في العقول والقلوب ويظهر آثارها في السلوك الإنساني فرديا كان أو جماعيا , يؤكد هذا المحاولات المستمرة للطغاة أن يضربوا رقاب المصلحين ؛ حيث يعتقدون أن الصمت النهائي عن الدعوة يعني ذبول الفكرة وموتها وتلاشيها , ومن هنا أيضا كان قيام قادة الإصلاح بإسكات ألسن دعاة الفتن , ومروجي الضلال , ورعاة الانحلال , ودعاة الفرقة والتشرذم ؛ فإن إسكات ألسنتهم يعني ألا تجد دعايتهم سميعا , فلا تكون شيئا مذكورا . من هنا تلحظ سر الاهتمام البالغ بقضية الدعوة إلى الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية , فالرسول صلى الله عليه وسلم جعل الدين النصيحة . أخرج الإمام مسلم في صحيحه ج1/ص74عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ). فقوله صلى الله عليه وسلم :(الدين النصيحة ) قول وجيز المبنى فياض المعنى , يلحظ هذا من يتخيل الناصحين وقد أهملوا واجبهم تماما , ولا أعني بالناصحين الطائفة المعروفة من أهل الاختصاص وذوى الوظائف الدعوية من الأئمة,والخطباء ,وهواة الوعظ فقط , وإنما أعني – مع هؤلاء - كل مكلف بواجب النصح والإرشاد أيا كان موقعه الوظيفي أو الأسري أو الاجتماعي , عندما أتخيل الناس جميعا وقد شغل كل فرد بخاصته وأهمل واجبه في النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,وأتخيل موقع الدين من الفرد والجماعة والعالم كله ساعتئذ أتحقق من قول الرسول صلى الله عليه وسلم الدين النصحة ) , فالدين بما يمثله من منهج للحياة الراشدة الآمنة للعالم المختلف ألوانا وألسنة ومذاهبا باق ما بقيت النصيحة , وهو في حضوره الواقعي ظاهر بقدر ما يبذل في سبيله من نصح ودعوة , ولذا تراه وضيء الطلعة في مناطق , خافت الضوء في مناطق أخرى , أو لا تستطيع أن ترى وجهه في ثالثة , ودرجة ظهوره في كل مجتمع تقدر بالجهود الدعوية التي تبذل فيه . وهذا النور تراه على قدر درجاته مجسدا في الأخلاق النبيلة , في توقير الكبير, في رحمة الصغير , في تقدير المرأة واحترامها , في شيوع العدل , في انحسار الظلم , في عموم قيمة المساواة , في التوجه العام في كل مناحي الحياة , وتراه في اتجاه الرأي العام في المجتمع تجاه المنحرف عن الجادة المجاهر بالمعصية , فأصوات الدعاة وتوجيهات المربين واهتمام أولياء الأمور بصفة عامة بالتربية الخلقية والتوجيه الأدبي كل هذا هو الذي يكون الرأي العام ويوجهه ويحدد مدى مناصرته لقضية الدين أو تخليه عنها , ولذا فإن الدين كما قال صلى الله عليه وسلم : النصيحة . والنصيحة هي المطية المباركة التي ينتقل الدين بها من قلب إلى قلب , ويزحف من جيل إلى جيل , فإن تكاسل حداتها كانت عاقبة أمرهم خسرا . ألا يرى القاريء الكريم كيف فعل الله عز وجل بمن أهملوا واجب النصح وأهملوا واجب البلاغ والدعاء إلى دين الله , فكانوا يرون المنكرات فاشية في مجتمعاتهم وهم يمرون عليها غير مبالين ؛ فكانت النتيجة أن ضاع الدين من قلوبهم وأيديهم , واستوجبوا لعنة الله قال تعالى:﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (المائدة: 78, 79) . ومن هذا الباب أيضا – باب التقصير في واجب الدعوة – يُؤْتَى الناس في أمنيات كثيرة تتمناها قلوبهم وتهش لها أنفسهم , فكل يريد أن يكون مستجاب الدعاء إذا رفع إلى السماء حاجبه قضى الإله حوائجه , وإذا التقى الصفان والتحم الجيشان جأر إلى الله أن يزلزل الأرض تحت أقدام عدوه دون أن يشعر وليه بتلك الزلزلة وما كان الله ليعجزه من شيء , وهو تعالى بالنصر كفيل وبالإجابة جدير , ولكن هيهات أن يكون ذلك والدين مهجور والدعوة إليه موقوفة عن العمل إلى ما لم يسم من أجل . وليتأمل القاريء الكريم هذا الموقف الخطابي للنبي صلى الله عليه وسلم في صمته الجليل , وحضوره المهيب , وأسلوبه البليغ , وتكراره الثائر مما يدل على خطورة القضية فعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء فتوضأ وما كلم أحدا ثم خرج فلصقت بالحجرة أسمع ما يقول فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى يقول لكم :مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم فما زاد عليهن حتى نزل. صحيح ابن حبان ج1/ص526 . ومن مظاهر اهتمام الشرع بهذا الواجب أنه يعتبر القيام به ظاهرة صحية في الفرد والمجتمع ؛ ويعتبر التقصير فيه ظاهرة مَرَضِيَّة في حق الفرد والمجتمع على سواء ؛ حيث إن الإناء ينضح بما فيه , فعندما تعمر القلوب بالإيمان , يعز عليها أن ترى غيرها محروما من نور الإيمان وسكينته , فلا تهدأ حتى توجه الدعوة إلى هذا الغير قدر الطاقة وتأمَّل قول الله تعالى عن المؤمنين : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ﴾(التوبة:71) .ولعل هذا يفسر مشاعر الأسف والحزن لدى طيِّبِي القلوب عندما يرون مُصِرَّا على فسقه مدافعا عنه أحيانا أو يرون مخالفا لهم في الدين . أما القلوب المشحونة بالنفاق فتُسَمِّمُ حامليها بنوع من المعاناة عند رؤية المؤمنين المهتدين , فلا تلبث أن تأمر بما اشتملت عليه من لوازم النفاق كالدعوة إلى المنكرات والنهي عن الصالحات قال تعالى ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (التوبة:67) . فالشعور بالأسى والأسف عند رؤية المنحرفين ثم القيام بواجب النصيحة – كما ينبغي أن يكون – ظاهرة صحية في حق الفرد والمجتمع , أما جمود القلب وميله إلى المتحللين من أحكام دينهم ومؤازرتهم علي تجاوزاتهم فظاهرة مرضية تستحق المراجعة والتشخيص والعلاج . والمتأمل في القرآن الكريم وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسيرته يلحظ أن واجب الدعوة إلى آداب الشرع الحنيف وتعاليمه قد تغلغت في كل مناحي الحياة تغلغل الدم في العروق فعلى المستوى الأسري يضرب الله تعالى المثل بعبد صالح هو لقمان الحكيم , الذي اشتهر بين الناس بالقول الفصل يضعه في موضعه فلا يخطيء عين الثغرة , ولم يلهه ثناء الناس على حكمته عن أداء واجبه الدعوي تجاه ولده , فجلس منه مجلس الأب الرحيم لكي :(يعظه) كما تقول الآية الكريمة وهذه الكلمة يجب أن نخط تحتها من الخطوط ما يليق بأهميتها في عصرنا الذي نعيشه , وقد تفكك المجلس الأسري الدافيء بفعل الضغط النفسي الذي يعانيه رب الأسرة في عصرنا من جراء اللهث خلف كماليات الحياة لا ضروراتها في كثير من الأحيان , وهذه الكماليات التي صارت مبعث التفاخر والتباهي بين الأهل والأصدقاء والجيران , يستلزم الحصول عليها الكدح المتواصل آناء الليل وأطراف النهار فأين من عائل الأسرة مجلس يجمع فيه أبناءه لكي (يعظهم) كما تقول الآية الكريمة عن لقمان الحكيم ؟ لقد نسي كثير من أرباب الأسر دورهم التربوي فاكتفى الواحد منهم بدوره المادي فصار أشبه بالصراف في المصالح الحكومية يدفع للعاملين مستحقاتهم وحسب فأين هو- رب الأسرة - من الفعل المضارع الذي يفيد الدوام والاستمرار (يعظه) فهي ليست بيانا يلقى وينتهي ولكنها المتابعة بالعظة والتهذيب والتربية والتقويم . وقد تضمنت وصايا لقمان لابنه الخطوط العريضة للشخصية السوية , وصورت الملامح الرئيسية للشخص المؤدب فاهتم لقمان بوضع الأساس المتين ممثلا في الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له قال تعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )(لقمان:13) واهتم بزرع الضمير الحي الذي يراقب الله في كل مكان ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان:16) ثم نبه ولده إلى أن يكون صالحا في نفسه قدوة لغيره في التزام العبادة ومصلحا لغيره بقيامه بالواجب الدعوي تجاه مجتمعه ومنبها له على صعوبات الطريق وعثراته التي تحتاج إلى التسلح بالصبر والعزيمة (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (لقمان:17) ثم يرشده إلى الأخلاق الحميدة من التواضع وخفض الجناح وهما من أهم أسباب محبة الناس تقديرهم (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:18, 19) . عندما أتمعن في هذه الوصايا الأبوية أشعر كأنني في متحف تاريخي يضم المآثر الحميدة لتاريخ الأسر العتيقة الضاربة في أعماق التاريخ , ثم أخرج من هذا المتحف الرائع باحثا بعيني عن أمثال هذه الوصايا وهذا الاهتمام بالجيل الصاعد من الآباء تجاه أبنائهم فينقلب إلي البصر خاسئا وهو حسير . إن الاهتمام بالواجب الدعوي أو التربوي أو الإرشادي من سنن الأنبياء والصالحين ولنا في الرسول – صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة , وقدوة طيبة وليتأمل القاريء الكريم هذه الأحاديث النبوية : عن وهب بن كيسان سمعه من عمر بن أبي سلمة قال كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك . صحيح مسلم ج3/ص1599 عن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تُجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف . سنن الترمذي ج4/ص667 قال هذا حديث حسن صحيح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي شك سعيد ثم قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل . وفي الأحاديث المختارة ج10/ص222. عن خالد قال يعقوب بن دريك عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يري منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه قال أبو داود هذا مرسل خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها . سنن أبي داود ج4/ص62. وأمثال هذه الأحاديث التي تهتم بالتوجيه الأسري تجاه البنين والبنات والزوجات والأخوات كثير يصعب حصره , وكان القصد هنا مجرد الإشارة العابرة إلى اهتمام نبينا – صلى الله عليه وسلم بهذا الواجب وقد بلغ من اهتمامه به أن حذر ورهب من التقصير فيه , وأي شيء أعظم من المثول بين يدي الله للسؤال عن هذا الواجب , وما أشد حسرة المفرطين فيه , فكل راع وكل راعية سوف يقف أمام الله ليسأل عن رعيته .عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته صحيح البخاري ج1/ص304 وعن الحسن قال مرض معقل بن يسار مرضا ثقل فيه فأتاه بن زياد يعوده فقال إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استرعي رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنة فإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام المعجم الكبير ج20/ص 207. من هنا يظهر ثقل الدور المنوط بالآباء والأمهات تجاه أبنائهم , ولا سيما في عصر مليء بالفتن مثلما هو مليء بالخيرات غير أن كلمة الحق دائما ثقيلة على النفوس , وكلمة الباطل خفيفة على الأسماع والقلوب , ولذا تحتاج كلمة الحق دائما إلى التكرار والتذكير فالذكرى تنفع المؤمنين .
عدل سابقا من قبل فؤاد عزام في الإثنين يناير 04, 2010 9:38 pm عدل 3 مرات | |
| | | فريق الاشراف عضو جديد
المشاركات : 16 التقييم : 0 النشاط : 20 سجل فى : 17/12/2009
| موضوع: رد: الدعوة إلى الله الخميس ديسمبر 17, 2009 12:57 pm | |
| شكر ا جزيلا فضيلة الدكتور ولكن كيف نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فى زماننا هذا
ارجوا توضيح بعض الامثلة بما يتناسب مع وقتنا هذا لأن كل فرد مشغول بنفسة وشكرا
| |
| | | فؤاد عزام فضيلة الدكتور
المشاركات : 379 التقييم : 10 النشاط : 591 سجل فى : 15/12/2009
أوسمة العضو :
| موضوع: رد: الدعوة إلى الله الخميس ديسمبر 17, 2009 1:49 pm | |
| - المصرى كتب:
شكر ا جزيلا فضيلة الدكتور ولكن كيف نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فى زماننا هذا
ارجوا توضيح بعض الامثلة بما يتناسب مع وقتنا هذا لأن كل فرد مشغول بنفسة وشكرا السلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم الأستاذ المصري جزاك الله خيرا على قراءة الموضوع وعلى اهتمامك بقضية الدعوة وبعد: فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم على قدر طاقته ووضعه وفي المقال نموذج من نماذج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المحيط الأسري وهو نموذج لقمان الحكيم حيث يعظ ابنه , فرب الأسرة مسئول عن هذه الفريضة والأم كذلك والنصيحة واجبة بين الإخوان والأصدقاء والجيران وهذه الأمور لا تتطلب وقتا مخصصا يستقطع من وقتك كمسلم بل هي أخلاق إسلامية تلزم المسلم حيث كان وهي على بساطتها لها أثر عميق في نفوس الناس حتى لو لم يستجيبوا باديء الأمر . فقول المسلم لابنه قم للصلاة أو لجاره أو ابن جاره أمر بمعروف هو الصلاة ونهي عن منكر في الوقت ذاته وهو ترك الصلاة , وعلى هذا تقاس باقي الأمور المشابهة لهذا الجانب الذي لا يحتاج تخصصا ولا فتوى . والحق أن سؤالك هذا أثار موضوعا جديا هو من الذي يأمر بالمعروف وينهى عن وكيف؟ إن شاء الله سأكتب فيه مقالا جديدا فلك الشكر .تقبل تحياتي | |
| | | أشرف صلاح نائب المدير
المشاركات : 1187 التقييم : 4 النشاط : 2556 سجل فى : 07/06/2009
أوسمة العضو :
الموقع : إدارة المنتدى
| موضوع: رد: الدعوة إلى الله الخميس ديسمبر 17, 2009 9:39 pm | |
| والله إنه لفخر للمنتدى (بروف فياض ) أن تكون فضيلة الدكتور فؤاد معنا كى ننهل من أنهار علمك جزاك الله عنا خير الجزاء وكم كنت فخور حين بدأت برفع خطبتكم والتى كانت بتاريخ 4/12/2009 بالمسجد الكبير وهى على العموم بمنتدى الشيخ خالد فرج
جزاك الله عنا خير الجزاء ولنا رجاء من سيادتكم إن امكن أن تمدنا بخطبكم حتى نستفيد ونفيد من خلال هذا المنتدى والذى هو منتدى الإبداع ولكم أنتم
نشكركم ونتمنى التواصل والله نسأل أن يزيدكم علما وأن ينفع بكم ،،،، | |
| | | فؤاد عزام فضيلة الدكتور
المشاركات : 379 التقييم : 10 النشاط : 591 سجل فى : 15/12/2009
أوسمة العضو :
| موضوع: رد: الدعوة إلى الله الخميس ديسمبر 17, 2009 10:44 pm | |
| الأخ الأستاذ الكريم / أشرف الشهاوي شكرا لمرورك الكريم على الموضوع ولقد شرف العبد الفقيرإلى رحمة مولاه بالمشاركة في منتداكم الطيب وأسأل الله أن يديم علينا نعمة الحب والصحبة في الله وشكرا لإرشادي لمكان الخطبة فقد حملتها وأرجوك يا أخي الافاضل ألا تبالغ في عبارات من مثل فضيلتكم وسيادتكم وأنهار علمكم لأن الفقير إلى الله لا يستأهلها من جهة ومن جهة أخرى تظهر المنتدى كما لو كان مكانا للمجاملات بعيدا عن الجدية ومن جهة ثالثة وهي الأهم أن حبيبي وحبيبك صلى الله عليه وسلم نهانا عن هذا وطاعته صلى الله عليه وسلم فريضة على المؤمنين . أرجو أن تتقبل الأمر على أحسن الوجوه وأن تفترض في سلامة النية والله بها عليم . تقبل تحيتي وتقديري .[b] | |
| | | أشرف صلاح نائب المدير
المشاركات : 1187 التقييم : 4 النشاط : 2556 سجل فى : 07/06/2009
أوسمة العضو :
الموقع : إدارة المنتدى
| موضوع: رد: الدعوة إلى الله الجمعة ديسمبر 18, 2009 5:16 pm | |
| فضيلة الدكتور /فؤاد لست مبالغا فى ما أقول خاصة وأنتم أهل لذلك ، فسعادتى وحبى لكم -أنتم أيها العلماء - لايقدر ولا يوصف وكم أكون فخورا حينما أكون فى بلد ما ويسألنى أهلها عن واحد منكم .. وأعرف أن هذا هو الشيخ ... أو الدكتور.... وكم من عبارات مدح ، ودعاء ، وثناء لكم ، فهم لا يريدون مبالغة ولا دعاية لكم ولكن هم يقولون من باب الشكر لأنهم استفادوا من علمكم ، وربما بكلمة واحدة منكم كانت سببا في هداية مهتد ، أو ردع ظالم ، أو توبة عاص ، فأنتم تمتهنون مهنة عظيمة ، وتوجت - بإلتزامكم حتى كنتم مثلا يحتذى به ، ونسأل الله عز وجل أن تكونوا خيرا مما نظن ، ويغفر لكم ما لا نعلم ،
فضليلة الدكتور فؤاد / حينما أردنا أن نخصص منتدى لكم ولإخوانك الأئمة بالطبع لا نريد بذلك سمعة ولا شهرة ولا فائدة مالية ولا.... ولكن لا نريد إلا أن ننشر علمكم وخطبكم حتى يسمعها ويستفيد منها كل مسلم
أسف للإطالة ولكن أردت أن أقول حينما أقول فضيلة العالم أو غيره لا أقصد بها المبالغة ولكن ربما أكون مقصرا لأن ما بداخلى أكثر بكثير . ولا تجعلوا تواضعكم سببا في التعبير ولو بجزء بسيط مما نكنه لكم فنحن لا نجامل فى غير حق ،
جزاكم الله خير الجزاء ، وزادكم علما ، وفصاحة ، وخلقا , وجعلكم نبراسا لنا ولإخواننا فى شتى بقاع الأرض ..
| |
| | | وليد شومان فضيلة الدكتور
المشاركات : 23 التقييم : 1 النشاط : 32 سجل فى : 20/12/2009
| موضوع: رد: الدعوة إلى الله الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 10:02 am | |
| جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور على هذه النصيحة فهذا عهدي بك دائما فصاحة وبيانا ونصحا وعلما وخلقا وأدبا فهذا الموضوع اشتمل على عدة نصائح منها : الدعوة إلى قيام كل مسلم بواجبه نحو دينه ونحو إخوانه , وكل في موضعه ومكانه ؛ الموظف في وظيفته , والأب في أسرته , والمدرس في مدرسته , والطبيب في عيادته , والمهندس في موقع عمله , وبالجملة كل مسلم نحو أخيه المسلم . فلو قام كل مسلم بواجب النصح والإرشاد والدعوة نحو إخوانه لاستطعنا بفضل الله تعالى أن نعود إلى أخلاقيات العصر الأول , ولما سُلط علينا أعداؤنا , فهم ما سُلطوا علينا إلا بإهمالنا واجبنا نحو ديننا وأهمها واجب النصح والإرشاد حتى أصبح الدين بيننا غريبا , وأحب أن أضيف إلى كلام فضيلة الدكتور فؤاد شيئا بسيطا هو أيضا مفهوم من كلامه ألا وهو : إن كان واجب النصح والإرشاد واجب على كل مسلم إلا أنه لا بد وأن تتوفر في الآمر والناهي أمور من أهمها علمه بما يدعو إليه أو ينهى عنه حتى لا يؤدي أمره أو نهيه إلى أمر غير مرغوب فيه , فقبل أن يأمر أو ينهى لابد أن يدرس المسألة دراسة وافية حتى يستطيع الرد على كل استفسار قد يرد عليه . وليس معنى ذلك أن الآمر أو الناهي لابد أن ينال الإجازة العالية من الجامعة أو شهادة الدكتوراه , لا ! بل المقصود أن يعرف المسألة معرفة تامة , وليس المقصود أيضا أن يكون الإنسان قد وصل في درجات الإيمان إلى درجة الإحسان , أو يكون خاليا من الذنوب أو المعاصي فهذا وإن كان أمرا لابد أن يسعى إليه المسلم حتى يصل إلى أعلى درجات الإيمان إلاأنه لا يشترط في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر , وإلا لما وجدنا إنسانا يأمر أو ينهى . فجزى الله أخانا الدكتور فؤاد خيرا على هذه النصيحة وأنا من موقعي هذا أدعو كل الأخوة الأعضاء إلى قراءة هذا الموضوع المفيد وأن يتفهمه جيدا ويعي ما فيه ويقوم بدوره بالتطبيق العملي لما تعلمه واستفاده | |
| | | فؤاد عزام فضيلة الدكتور
المشاركات : 379 التقييم : 10 النشاط : 591 سجل فى : 15/12/2009
أوسمة العضو :
| موضوع: رد: الدعوة إلى الله الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 10:39 am | |
| أخي الفاضل الدكتور وليد شومان جزاك الله خيرا على التعليق المفيد النافع الذي ينم على مطالعة واعية وقراءة متدبرة فالتعليق الواعي حسبما أراه ولعلك تتفق معي هو التعليق الذي يلخص شيئا من المقال أو يضيف إليه شيئا أو ينبه الكاتب إلى شيء غاب عنه أو يستفسره عن شيء أشكل عليه ولا يكتفي بشكرا وجزاك الله خيرا ومن يفعل ذلك مشكور على حال ولكن لكل وجهة هو موليها وواجبنا هنا الاحترام التام لكل الوجهات والتقدير الوافر لكل صاحب تعليق ول بحرف واحد. | |
| | | | الدعوة إلى الله | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
المواضيع الأخيرة | » مفتاح تفعيل windows 7 ultimate n activation النسخة الاوروبية الأحد نوفمبر 15, 2020 8:57 pm من طرف safy990 » تحميل ويندوز سفن 64 بايت كاملة ألية تورينت win 7 64 bite torrentالأحد نوفمبر 15, 2020 8:53 pm من طرف safy990 » تحميل برنامج QuickBooks كويك بوكس كامل بالسيريال روابط سريعة على الميديا فايرالأربعاء سبتمبر 23, 2020 12:24 pm من طرف nany4mg » الدولية كلين للتنظيف الشامل بجدة - 0555665145الخميس أبريل 12, 2018 9:57 pm من طرف alrafay » نظف خزانك وحافظ على نقاء المياهالثلاثاء أبريل 03, 2018 2:30 am من طرف احمدالسيد299 » تحلية مياه البحر المالحالثلاثاء أبريل 03, 2018 2:27 am من طرف احمدالسيد299 » تعقيم وتنظيف خزانات المياه يحافظ على الماء نقيا فترة طويلةالثلاثاء أبريل 03, 2018 1:51 am من طرف احمدالسيد299 » الدولية كلين للتنظيف الشامل بجدة - 0555665145الأربعاء فبراير 28, 2018 5:12 pm من طرف alrafay » الدولية كلين لعزل الخزانات بجدة -0555665145الجمعة فبراير 09, 2018 1:10 am من طرف alrafay » شركة تنظيف شقق بجدة-0555665145الإثنين يناير 22, 2018 6:36 pm من طرف alrafay |
|
Copyright © proffayad.yoo7.com 2008-2009. All rights reserved
Home of Exclusive جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بروف فياض 2009-2010
|
|