بسم الله الرحمن الرحيم
تقول قصة أن الله قال لأحد ملائكته:"إنزل إلى الأرض وأحضر لي أثمن شيء في العالم"
هبط الملاك إلى الأرض، وعبر التلال والوديان والبحار والأنهار باحثاً عن أثمن شيء في العالم، وبعد عدة سنوات نزل الملاك إلى ساحة قتال....
ورأى جندياً شجاعاً جداً مات للتو من الجراحات التي أصابته وهو يدافع عن وطنه، وأمسك الملاك بنقطة من دم هذا الجندي وأحضرها أمام عرش الله وقال:"هذه أثمن شيء في العالم"
فقال له الرب:"حقاً.... هذا شيء عظيم وثمين في نظري، ولكنه ليس أثمن شيء في العالم".
وهكذا عاد الملاك إلى الأرض، ليبحث عن أثمن شيء في العالم، وذهب إلى مستشفى حيث كانت ممرضة راقدة من جراء مرض مرعب لحق بها بسبب تمريضها لآخرين، وعند خروج النفس الأخيرالتقط الملاك هذا النفس وأتى به إلى كرسي الرب وهو يقول:"حقاً يارب، بالتأكيد هذا هو أثمن شيء في العالم"
ابتسم الرب للملاك وقال:"حقاً أيها الملاك إن بذل الذات عن الآخرين هو تقدمة ثمينة جداً في نظري، ولكنه ليس أثمن ما في العالم".
عاد الملاك إلى الأرض، وأخذ يتجول هذه المرة لسنوات أطول، فرأى شخصاً فظاً شريراً، منطلقاً نحو غابة مظلمة، لقد كان ذاهباً إلى كوخ عدوه ليحرقه، وعندما اقترب من الكوخ كان الضوء ينبعث خافتاً من نوافذ الكوخ، إذ كان أفراد سكان المنزل دون توقع لمجيئه يمارسون أعمالهم...
اقترب الرجل ونظر من النافذة فنظر الزوجة تعلم طفلها الصغير الصلاة، وتوصيه أن يشكر الله على جميع بركاته.
لما أبصر الرجل هذا المنظر نسي ما جاء لأجله وتذكر طفولته وكيف كانت أمه تضعه على الفراش وتعلمه الصلاة إلى الله، فذاب قلب الرجل وانحدرت دمعة على وجنتيه.
أمسك الملاك بالدمعة وطار بها إلى الله وهو يقول:"أيها العزيز، إن هذه هي أثمن ما في الوجود.... دمعة التوبة"
ابتسم الرب بابتهاج وقال:"حقاً أيها الملاك.. لقد أحضرت أثمن شيء في العالم... دموع التوبة... التي تفتح السماء"
أطلب التوبة في كل لحظة
ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة