منتديات بروف فياض
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Oou_ou10

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم
بالتسجيل
منتديات بروف فياض
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Oou_ou10

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم
بالتسجيل
منتديات بروف فياض
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةمجلةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قال يا رب وما يبلغ صوتي؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد شلبي
دكتور التفسير وعلوم القرآن
دكتور التفسير وعلوم القرآن



المشاركات : 96
التقييم : 10
النشاط : 136
سجل فى : 10/04/2010

أوسمة العضو : وسام التميز
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Avatar10


قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Empty
مُساهمةموضوع: قال يا رب وما يبلغ صوتي؟    قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 28, 2010 3:31 pm

كلمات في الدعوة من نفحات الحج
أخرج الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله -تعالى -في تفسيره، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وغيرهما عن ابن عباس رضي الله -تعالى -عنهما قال:( لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت قيل له { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} قال يا رب وما يبلغ صوتي؟ قيل أذِّن وعليَّ البلاغ فنادى ابراهيم . . . يأيها الناس كُتب عليكم الحجُّ الى البيت العتيق، فسمعه مَن بين السماء والأرض؛ ألا ترى أن الناس يحجون من أقصى الأرض يلبون)
هذا الخبر وإن كان يؤرخ لتلك الشعيرة المباركة شعيرةِ الحج ويعود بنا إلى أزمان سحيقة ممتدة في أعماق الزمن ليطلعنا على مبدئها؛ فإنه أيضا يشير من زاوية أخرى إلى بعد دعوي هام جدا لكل من يتصدى للدعوة إلى الله -تعالى -أو يريد أن يخوض غمارها ويسلك سبلها وهو ما يمكننا أن نستجليه من خلال إجالة النظر فيما تخفيه السطور من دلالات تفتح أبصارنا وبصائرنا على آفاق أوسع من حصر النداء في القدوم إلى البيت لأداء شعيرة الحج ثم القفول مرة ثانية إلى الديار والأوطان
إنه يشير إلى أن إبراهيم عله السلام داعية إلى الله -تعالى -في المقام الأول بأذانه في الناس بوجوب الحج عليهم ثم إن هذه الدعوة إلى الله -تعالى -بعد ذلك لها من كفالة الله تعالى وحمايته ما يضمن للداعية التوفيق إذا هو أخذ بالأسباب واعتمد على الله وتوكل عليه
وذلك ما نلمحه جليا في سؤال إبراهيم ( وما يبلغ صوتي) ثم في جواب الله -تعالى -سؤالَ إبراهيم:( أذِّن وعليَّ البلاغ) الذي يوحي بأن حِمل الدعوة تحمله قدرة القادر المقتدر الذي لو شاء لهدى الناس جميعا وجعلهم على قلب رجل واحد من التقى والديانة ولكنها السنن التي لا تتخلف في هذه الدنيا أن لا نتيجة بلا سبب فمن أخذ بالسبب كائنا من كان – مسلما أو غير مسلم – حقق الله له بعدله النتيجة لكن تبقى البركة التي لا يحرمها الله عبده المؤمن المجاهد في سبيله بلسانه وجنانه فييسِّر له الأمور ويذلِّل له العقبات ويبارك في القليل حتى يعود كثيرا بركة منه وفضلا!
إنها بركات الأخذ بالأسباب في طريق الدعوة إلى الله -تعالى -هذه البركة التي يمنحها الله الدعاة المخلصين له -تعالى -في دعوتهم فتكون كلماتهم وأفعالهم على بساطتها في أعين الناظرين وأسماعِهم أقوى من طلقات الرصاص وقذائف المدافع التي تخرج ممن أفواه دعاةٍ لم يستطيعوا أن يحلقوا في تلك الآفاق العالية فرضوا بأن يكونوا مع الخوالف وتقاعسوا وهانت عليهم أنفسهم ففرطوا في الأخذ بأسباب النجاح وفي طليعتها حسن التوكل على الله والركون إليه فيما جل أو كبُر ومرت عليهم الأيام والليالي وهم نيام في بحار الأحلام فتخلفوا وتقدم غيرهم
لقد ظن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن ما يخرج من فيه من كلمات هي ما يمكن أن يُسمِع من في الأرحام ومن واراهم الزمن البعيد في الأصلاب ممن لم يتكونوا بعدُ ولذا استفهم وسأل ربه سؤال البشري الضعيف الذي يلوح بالعذر وعدم القدرة (وما يبلغ صوتي؟) وكانت الإجابة من الله العلي القدير أنك لن تبلِّغ الناس بقوتك ولكن بقوتنا ولن تصل إليهم بسحر بيانك بل بقدرتنا
وهكذا ينبغي أن يقر في قلب الداعية أن عليه أن يدعو الناس وأن يقول كلمته وما عليه بعد ذلك من ضيرٍ بشرط أن يُغلِّف هذه الدعوة بالإخلاص والحب وبما استطاع من أسباب
فلا يبخلنَّ مسلم بكلمة يقولها في موقف قد تكون فيه الكلمة سدا منيعا يحول دون كارثة أخلاقية أو دينية، ولا بمبدإ يرسيه في موقف تنهار فيه المبادئ ولا بسنة يحييها في وقت يرى فيه السنن وهي تُدفن وتوأد فماذا يكون ثوابه إذا أخرجها من قبرها ونفخ فيها من روحه ونفض عنها غبار الزمن فأعادها ساطعة لامعة يُعمي الله بها عيون الحاسدين ويجعلها ضياء وذكرا للمتقين
وفي هذا الخبر بلاغ لكل من يتعلل بضعفه البشري أمام وعورة الطريق وشدة العقبات فما الناس إلا ستار للقدرة القادرة لا يملكون تغيير القلوب؛ لأن القلوب بيد الله تبارك و-تعالى -ولكنها بركة الامتثال والطاعة لأوامر الله -تعالى

وليست الدعوة إلى الله -تعالى -مقصورة على المختصين في الدعوة الحائزين على الشهادات التي تؤهلهم للمنابر والمحافل فهذا وإن كان أمرا محمودا عمدت إليه الحكومات والأنطمة كي تقنن للدعوة كي لئلا تكون كلأ مباحا لكل راتع إلا أن ذلك لا يغلق الباب أمام أي مسلم يمكنه أن يدعوا إلى الله -تعالى -فيما علِمه بشرط أن لا يتدخل فيما لا يعنيه أو ما لا يحسنه كي لا يحدث ما لا يرضيه أو يكرهه، وبهذا فإن الإسلام يفتح الباب أما عموم المسملين للدعوة إلى الله -تعالى -كلٌّ فيما يحسنه- وما من مسلم إلا وعنده شيئ يمكنه أن يبلغه للمسلمين بشرط أن لا يتعداه إلى سواه مما لا يعلمه
فمبادئ الإسلام العامة لا يجهلها أحد من المسلمين ولكن البعض منهم قد ينساها أو بالأحرى يتناساها إذا ما لاح له برق من الدنيا يريد من خلاله أن يحقق مأربا وهنا فإننا لا نحتاج إلى مختصين في الدعوة إلى الله كي يردوه ويرشدوه ولكننا نحتاج إلى مذكرين بالله -تعالى -يذكرونه بما نسيه ليعود أدراجه مرة ثانية إلى حمي الله والدين
إن أمتنا الإسلامية اليوم مجهدة مرهقة تعاني من ضعف شديد وهزال مزمن ممما لحقها من تهاون أبنائها في حقها وإن جُهد الدعوة إلى الله -تعالى -لا يمكن أن يضطلع به الدعاة المختصون وحدهم بل لابد أن تتضافر الجهود كلها من أجل أن تعود الأمة سيرتَها الأولى وترتدىَ مرة ثانية ثوب العافية
إن على المسلم أن يدعو إلى الله -تعالى –وليس عليه من النتائج بعد ذلك؛ فلم يكلفه الله -تعالى -بالنتيجة إن عليه إلا البلاغ وأما الهداية فهي من الله وإليه وحده ولكن الواجب الذي علقه الله -تعالى -برقاب المؤمنين أن لا يكفوا عن توضيح أوامر الدين للناس
ثم ما يدريك فلعل كلمة تقولها لا تلقي لها بالا يكون لها أبعد الأثر على سامعها فينفعل بها ويتأثر ويتحول بعد سماعه إياها إنسانا آخر يبيض الله به وجه الدين وترتفع به رايات المؤمنين
ولقد فتح الله في هذا الزمن للدعوة إليه أبوابا لو عُرضت على آبائنا الأولين لقالوا إن هذا إلا سحر مبين فالكلمة التي يقولها الإنسان يمكن أن تنتقل مع الأثير إلى كل الدنيا وتطير بغير جناح من شرق الدنيا إلى غربها قبل أن يرتد طرف الناظر إليه
ويستطيع الإنسان أن يضع كلمته على صفحات الشبكة العنكبوتية وتظل مكتوبة على صفحة الكون يرِد عليها القاصي والداني فينهل منها ثم يصدر مرتويا ويرد غيرُه وغيُره وتظل الكلمة كما هي ثوابا للمؤمن ما عاش وذخرا حين يواريه التراب
وقد يكتب المرؤ كلمة لا يلقي لها بالا ثم يقرؤها إنسان فتفعل في نفسه ما لا تفعله قبيلة من الدعاة مجتمعة
ولقد فطن أعداؤنا لتلك الآثار العظيمة التي وفرتها تلك الطفرة العلمية فلم يقصروا في الأخذ بأسابها حتى نشروا باطلهم وألبسوه ثوب الحق وزينوا بضاعتهم الفاسدة للناظرين فهرعوا إليها كما يهرع الفراش إلى النار يحسبها منجدةً إياه وفيها – لو علم - هلاكه وفناؤه
وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات منكَرة تنادي بتنحية الإسلام من كل ظواهر الحياة ودفنه حيا لتعلن انقضاء عهده إلى الأبد متخذة كل وسيلة من وسائل الهدم غيرَ مقصرة في ذلك؛ فإنه لا ينبغي للمسلم أن يستهين بصوته فوالله إن للصوت المسلم الواحد الغيور على دينه في آذانهم من الدوي ما ليس للرعد ولا للصواعق وحسبنا ما نراه على الساحة الفكرية والإعلامية والسياسية من انهزام أدعيائها وتراجعهم أمام قلة مؤمنة قليلة من دعاة الحق فما الظن لو اجتمعت إلى تلك الفئة المؤمنة أصوات أخرة تساعد في الدعوة أو تشجع إن لم يمكنها أن تدعو إن ذلك لو حدث فسوف يكون للإسلام وأهله شأن غير الشأن بل للدنيا كلها شأن آخر فلا تستهن بصوتك ولا بمجهودك فصوت معه الله لا يمكن أن يغلب (أذِّن وعلى البلاغ)
ولا يمكن لنا بعد أن أوضحنا السبيل أن نتتعلل بعدم اختصاصنا في الدعوة فما من مسلم إلا ويستطيع أن يدعو إلى الله بل إنني أكاد أجزم أن بعض الناس من غير الدعاة المتخصصين في الدعوة إلى الله يستطيع إن هو أراد ان ينشر خيرا كثيرا بما يلهمه الله -تعالى -من طرق ووسائل وافكار قد لا تخطر لداعية متخصص على بال وما ذاك إلا من آثار الإخلاص لله -تعالى -في دعوة الناس إليه ودلالتهم عليه والأخذ بالسبب
وليس من عجب أن نعلم أن من أكابر الدعاة إلى الله -تعالى -في عصرنا وعصور سبقتنا رجال لم يكونوا أزاهرة بل دخلوا ميدان الدعوة عن حب وعشق فإذا هم من أشهرر الدعاة إلى الله
ونذكر هنا قول شوقي رحمه الله في قصيدته عن الأزهر الشريف يخاطبه بأنه وإن لم يكن من رجاله فإنه لم يقصر في الأخذ بأسباب التفوق والنبوغ حتى توج اميرا للشعراء
ما ضرني أن ليس أفقك مطلعي وعلى كواكبه تعلمتُ السرى
لا والذي وكل البيان إليك لم أك دون غايات البيان مقصرا
وقد يغضب الدعاة المختصون ويقولون ما لك أقصيتنا من الدائرة وأبعدتنا وكأنك تتهمنا بالتقصير والفشل في أداء مهمتنا حتى لجأت إلى غيرنا ولكني أقول: أبدا والله فما أقول هذا الكلام إلا شفقة عليكم ورأفة بكم فإني أرى على أكتافكم أمانة ما أنتم بحامليها، وأرى أمامكم عقبة ما أنتم بمقتحميها، وألمح من بعيد غاية ما أنتم ببالغيها إلا بمعونة تأتيكم من إخوانكم خارج المضمار ولأمر ما قال سيد الأكوان صلوات الله عليه وسلامه(نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ)
أترونه عليها الصلاةوالسلام يتهم سامعيه بقلة الفهم وعدم الحرص على الدعوة؟ أبدا إنما ذلك إشارة إلى أن الله تبارك وتعالى قد يفتح لعبد من عباده المؤمنين بابا من الفهم أغلقه عن سواه فقد تبلغ الكلمة إنسانا فيتلقفها كما يتلقف الغريق طوق النجاة وقد تبلغ إنسانا فتتخلق في عقله وتتكون ثم يستخرج منها مما يفيء الله عليه علوما وأفكارا وتلك من فوائد نشرالخير وتبليغه إلى عموم المسلمين
وقد وضع أئمة الحديث رحمهم الله تعالى هذا الحديث في باب فضل العلم ونشره كما فعل أبو داوود والترمذي وابن ماجة والبيهقي وغيرهم لبيان أن الإنسان قد يؤجر من حيث لا يدري حين يتحدث بالحديث أو يقرأ اآية، فيكون لها أثر في السامعين
وللمصطفى صلى الله عليه وسلم حديث في هذا المعنى يوضحه بشكل أفضل حيث يقول صلوات الله عليه وسلامه :(مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)
وإن أردت أن تعرف معنى الحديث فاقرأ معي شرح الإمام النووي رحمه الله له إذ يقول:( أَمَّا مَعَانِي الْحَدِيث وَمَقْصُوده فَهُوَ تَمْثِيل الْهُدَى الَّذِي جَاءَ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغَيْثِ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْأَرْض ثَلَاثَة أَنْوَاع ، وَكَذَلِكَ النَّاس . فَالنَّوْع الْأَوَّل مِنْ الْأَرْض يَنْتَفِع بِالْمَطَرِ فَيَحْيَى بَعْد أَنْ كَانَ مَيِّتًا ، وَيُنْبِتُ الْكَلَأ ، فَتَنْتَفِعُ بِهَا النَّاس وَالدَّوَابّ وَالزَّرْع وَغَيْرهَا ، وَكَذَا النَّوْع الْأَوَّل مِنْ النَّاس ، يَبْلُغُهُ الْهُدَى وَالْعِلْم فَيَحْفَظُهُ فَيَحْيَا قَلْبه ، وَيَعْمَلُ بِهِ ، وَيُعَلِّمُهُ غَيْره ، فَيَنْتَفِعُ وَيَنْفَعُ . وَالنَّوْع الثَّانِي مِنْ الْأَرْض مَا لَا تَقْبَلُ الِانْتِفَاع فِي نَفْسهَا ، لَكِنْ فِيهَا فَائِدَة ، وَهِيَ إِمْسَاك الْمَاء لِغَيْرِهَا ، فَيَنْتَفِعُ بِهَا النَّاس وَالدَّوَابّ ، وَكَذَا النَّوْع الثَّانِي مِنْ النَّاس ، لَهُمْ قُلُوب حَافِظَة ، لَكِنْ لَيْسَتْ لَهُمْ أَفْهَام ثَاقِبَة ، وَلَا رُسُوخَ لَهُمْ فِي الْعَقْل يَسْتَنْبِطُونَ بِهِ الْمَعَانِي وَالْأَحْكَام ، وَلَيْسَ عِنْدهمْ اِجْتِهَادٌ فِي الطَّاعَة وَالْعَمَل بِهِ ، فَهُمْ يَحْفَظُونَهُ حَتَّى يَأْتِيَ طَالِبٌ مُحْتَاجٌ مُتَعَطِّشٌ لِمَا عِنْدهمْ مِنْ الْعِلْم ، أَهْل لِلنَّفْعِ وَالِانْتِفَاع ، فَيَأْخُذهُ مِنْهُمْ ، فَيَنْتَفِع بِهِ ، فَهَؤُلَاءِ نَفَعُوا بِمَا بَلَغَهُمْ . وَالنَّوْع الثَّالِث مِنْ الْأَرْض السِّبَاخ الَّتِي لَا تُنْبِتُ وَنَحْوهَا ، فَهِيَ لَا تَنْتَفِعُ بِالْمَاءِ ، وَلَا تُمْسِكُهُ لِيَنْتَفِعَ بِهَا غَيْرهَا ، وَكَذَا النَّوْعُ الثَّالِثُ مِنْ النَّاس ، لَيْسَتْ لَهُمْ قُلُوب حَافِظَة ، وَلَا أَفْهَام وَاعِيَة ، فَإِذَا سَمِعُوا الْعِلْم لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ ، وَلَا يَحْفَظُونَهُ لِنَفْعِ غَيْرهمْ)

فماذا عليكم أيها الدعاة الكرام لو تحول كل سامع لكم إلى داعية بين أهله وإخوانه وأحبابه ينثر عليهم ما علمتموه من الأثر وأتحفتموه به من درر الآيات والسور ؟
فيا أيها الداعية إلى الله ويا أيها المُحب لدين الله إن الطريق مفتوحة أمامكم كي تدلوا الخلق على الحق وما عليكم إلا أن تأخذوا بما تيسر لكم من أسباب وتدَعوا النتيجة لله تعالى الذي بيده مفاتيح القلوب
ولكم في كتاب الله تعالى الأسوة والقدوة فقد بين الله تعالى لنبيه ومصطفاه أن عليه أن يصدع بالحق وأن يبلغ الناس دين الله تعالى وشرعه وليس عليه بعد ذلك من ضلال الضالين ، يقول الله تعالى: (مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ )، ويقول: (وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ) ، ويقول: (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)، ويقول: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )، ويقول:( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)
وهذه الآيات وغيرها إنما تشير في مجملها إلى أن الهداية بيد الله تعالى وليست بيد البشر وما عليهم إلا أن يبلغوا الناس ويقيموا الحجة عليهم ثم يدَعوهم وما شاءت لهم أقدار الله الغالبة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم
خلاصة ما أريد ان أبلغه إخواني في الله تعالى هو أن كل من شهد لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قد أصبح من وجه أو آخر داعية إلى تلك الكلمة بما يستطيعه وما يمكنه أيا كان تخصصه وأيا كانت مهنته فله نصيب من الدعوة إلى الله تعالى وعنده من الإمكانات ما لو فتش في نفسه لرأها قادرة على فعل الكثير فعليه أن ينظر فيما يمكنه أن يقدمه من أجل تلك الكلمة ، ولكم أن تعلموا أن أتباع الديانات الأخرى يفعلون ذلك فكلهم دعاة إلى مذاهبهم ومبادئهم مهما كانت تخصصاتهم والميدان الذي يعملون فيه، وهؤلاء اصحاب أفكار باطلة ومذاهب ساقطة
هذا ما يمكن أن يستخلص من هذا المقال المهلهل وتلك الكلمات المبعثرة التي لم تخل من خطأ في الصياغة أو الإملاء - على كثرة ما راجعتها- حتى تركتها لتعلن أن لا كمال إلا للواحد الأحد
ولذا فلا لا يمكننا أن نختم القول إلا بعد أن نوجه دعوة لأخينا وشيخنا في الدعوة إلى الله -تعالى -فضيلة الدكتور فؤاد أن يضع لهذا الكلام إطارا علميا وقانونا حاكما ومبدأ موجها لمن يسأل من الإخوة : إذا كان هذا الكلام دعوة لكل الناس ليدعوا إلى الله -تعالى -فكيف تكون؟ وكيف ندعو؟ وهل من طرائق آمنة يمكننا أن نسلكها بلا تخبط أو آثار غير مرغوبة؟ وهل من أفكار جديدة يمكن للوالد أن يسلكها مع ولده؟ وللزوج أن يسلكها مع زوجه؟ وللأخ أن يسلكها مع أخيه؟ وللموظف أن يسلكها مع زميله؟ وللمعلم أن يسلكها مع تلاميذه؟ ، وما معنى الأخذ بالأسباب؟ أهو اقتحام لميدان الدعوة دون عدة ولو يسيرة يمكنها أن تُفسح للداعية مكانا بين الدعاة إلى الله تعالى؟ أم هو استعداد على قدر الطاقة وأخذ بما تيسر من فقه الدعوة إلى الله تعالى ؟ أسئلة نرجوا أن تكون إجاباتها شفاء لما في الصدور وهدى وموعظة للمؤمنين
وصلى الله تعالى على نبينا محمد بدءا وختاما، والحمد لله رب العالمين


عدل سابقا من قبل محمد شلبي في الجمعة أكتوبر 29, 2010 5:17 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فياض
المدير العام
المدير العام
محمد فياض


المشاركات : 2169
التقييم : 6
النشاط : 5061
سجل فى : 26/05/2009

أوسمة العضو : وسام التميز
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Avatar10


قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قال يا رب وما يبلغ صوتي؟    قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 29, 2010 4:47 pm


مشكور دكتور محمد على المقالة الواعية
فبحق ما اجمل كلماتك وما اسرعها فى الوصول الى القلب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد عزام
فضيلة الدكتور
فؤاد عزام


المشاركات : 379
التقييم : 10
النشاط : 591
سجل فى : 15/12/2009

أوسمة العضو : وسام التميز
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Avatar10


قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قال يا رب وما يبلغ صوتي؟    قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 29, 2010 9:06 pm

أخي الفاضل الدكتور محمد شلبي
جزاك الله خيرا على إفادتي وتبصيري
أمتعتني ببراعة الأسلوب وعمق الاستنباط فلله درك من دكتور في التفسير عارف بمناهج الدعوة
وإني لأضرع إلى المولى القدير أن يعينني إلى تفصيل القول فيما أشرتم إليه من نقاط مهمة .
أبقاك الله في ثوب العافية
وأجزل ثوابك


عدل سابقا من قبل فؤاد عزام في السبت نوفمبر 13, 2010 8:34 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد شلبي
دكتور التفسير وعلوم القرآن
دكتور التفسير وعلوم القرآن



المشاركات : 96
التقييم : 10
النشاط : 136
سجل فى : 10/04/2010

أوسمة العضو : وسام التميز
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Avatar10


قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   Empty
مُساهمةموضوع: رد: قال يا رب وما يبلغ صوتي؟    قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 29, 2010 9:51 pm



شكر الله لكما وبارك فيكما أيها الكرام ونسأل الله تعالى النفع والعون وأن يستعملنا فيما يرضيه وأن يهدينا ويهدي بنا
إن ربي لسميع الدعاء لطيف لما يشاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بروف فياض :: (¯`°•.¸¯`°•. المنتديات الإسلامية .•°`¯¸.•°`¯) :: منتدى الثقافة الإسلامية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» مفتاح تفعيل windows 7 ultimate n activation النسخة الاوروبية
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2020 8:57 pm من طرف safy990

» تحميل ويندوز سفن 64 بايت كاملة ألية تورينت win 7 64 bite torrent
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2020 8:53 pm من طرف safy990

» تحميل برنامج QuickBooks كويك بوكس كامل بالسيريال روابط سريعة على الميديا فاير
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 23, 2020 12:24 pm من طرف nany4mg

» الدولية كلين للتنظيف الشامل بجدة - 0555665145
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالخميس أبريل 12, 2018 9:57 pm من طرف alrafay

» نظف خزانك وحافظ على نقاء المياه
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 03, 2018 2:30 am من طرف احمدالسيد299

» تحلية مياه البحر المالح
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 03, 2018 2:27 am من طرف احمدالسيد299

» تعقيم وتنظيف خزانات المياه يحافظ على الماء نقيا فترة طويلة
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 03, 2018 1:51 am من طرف احمدالسيد299

» الدولية كلين للتنظيف الشامل بجدة - 0555665145
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 28, 2018 5:12 pm من طرف alrafay

» الدولية كلين لعزل الخزانات بجدة -0555665145
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالجمعة فبراير 09, 2018 1:10 am من طرف alrafay

» شركة تنظيف شقق بجدة-0555665145
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟   I_icon_minitimeالإثنين يناير 22, 2018 6:36 pm من طرف alrafay



Copyright © proffayad.yoo7.com 2008-2009. All rights reserved
Home of Exclusive
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بروف فياض
2009-2010

free counters