رمضان يجمعنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا نص رسالة وصلتني عبر بريدي الالكتروني وقد شدني محتواها وأحببت أن تشاركوني قراءتها
لأنها وثيقة الصلة بموسم الخير الذي وفد علينا بعد أحد عشر شهرا غيابا
وفيها عتاب على المنهمكين في متابعة برامج ومسلسلات التليفزيون في رمضان
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بمحتواها
وكل عام وأنتم بخير وطاعة وعافية
وهذا نص الرسالة
~ حصريا ~~
المشهد الأول
راقصة تعلن عن مفاتنها .. والفتوة يصرخ بوجه الحرامي وابنته تريد الزواج من حبيبها الفقير –> مسلسل درامي شيق
تابعونا في شهر رمضان
~~ حصريا ~~
المشهد الثاني
رجل يلبس فستانا ويضع مكياجا ويتدلع في كلامه لعله يثير سخرية الآخرين –> مسلسل فكاهي مثير
تابعونا في شهر الرحمة والغفران
~~ حصريا ~~
المشهد الثالث
رجل يحمل سيفا .. ويقول شعرا .. انه خارج ربما للدفاع عن محبوبته –> مسلسل تاريخي خطير
تابعونا في شهر العتق من النيران
~~ حصريا ~~
.
والمشهد الأول والثاني والثالث والرابع والخامس .. ولن أبالغ ان قلت العاشر والعشرين
نجده يتكر في القناة الفلانية
ويتكرر في القناة العلانية
ويتكرر في غيرهما بكثير
والأدهى والأمر
كلمة ~~ حصريا ~~ التي تتكرر في كل مرة !!
.
.
فبارك الله لنا في وسائل الإعلام
التي عرفت بحق رمضان
فأثرته بكل مدخراتها السنوية
كيف لا وفيه تضاعف الأجور وترتفع الدرجات
فإذا صفدت الشياطين
من سيشغلك عن ذكر الله سوى تبحلقكـ المستمر امام الشاشة من مسلسل إلى سهرة إلى فكاهة !!
سؤال دائما ما يتبادر إلى ذهني
ماعلاقة رمضان بهذا الكم الهائل من المسلسلات والأفلام والبرامج الترفيهية التي لا نجدها في غيره
؟؟
ربما كان من الأجدر ان اطرح عليكم وعلى نفسي الأسئلة التالية .. في هذا التوقيت الحساس جدا
!! لعلنا نستدر ما قد يضيع .. قبل ضياعه !!
!! هل تتابع مسلسلات في رمضان !!
إذا كان الجواب نعم .. فكم عددها ؟
.
!! هل تتابع مسلسل في وقت الإفطار !!
( الوقت الذي فيه دعوة قطعانها مستجابة )
إذا كان جوابك نعم .. فكم ربع ثانية تقضي في صلاة المغرب كي تلحق المشهد الأول ؟
.
!! هل تصلي التراويح !!
( من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
.
!! هل تختم القران في رمضان .. و كم مرة تفعل ذلك !!
( إن شهر رمضان شهر عظيم .. يضاعف الله فيه الحسنات .. ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات )
.
هل ستنوي متابعة الحلقات التلفزيونية ( والتي ستجد إعادتها مرارا و تكرارا طول السنة ) ..
متجاهلا حلقات العتق من النار ( والذي لن تجد إعادته أبداَ في وقت أخر )
( اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبانا و امهاتنا من النار )
ام انك تنوي الجمع بينهما .. ولا اعتقد ان ذلك يجتمع في قلب شخص .. فماذا ستختار ؟؟
رمضان يفرقنا
تعظيم حرمات الله هو الدين كله، ولم تتواطأ افئدة المسلمين على شعيرة يعظمونها مثل تعظيمهم لحرمة شهر رمضان المبارك. وهذا التعظيم لهذا الشهر الكريم مقام جليل اورثه الله هذه الامة المجتباة، وحسبنا قول الحبر ابن عباس “وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان كل يوم”، لكن الازمنة المتأخرة ساقت الينا ما يكاد يخرج الامة من هذا المقام الكريم.
فما ان يدنو الشهر المبارك وتقترب لياليه الا وتتناثر اعلانات الفضائيات تناثراً مذموماً لا نتردد لحظة أن نقول عنهم “دعاةٌ على أبواب جهنم” مسلسلات درامية وفكاهية وغيرهما تحمل في طياتها من الفجور والخنا وخبيث القول وسوء المعتقد وضلال النزعة وفساد الاثر ما لا لقلوب المسلمين بحمله في الدنيا فكيف بتبعاته في الاخرة.
ان النكاح أحلّّ شيء في المباحات فهو هدى الانبياء ومن سنن المرسلين، وزوجات نبينا عليه السلام هن امهات المؤمنين واطهر نساء العالمين، ومنهن من تولّى الله تزويجها نبيه صلوات الله وسلامه عليه، ومع ذلك ثبت من سنته عليه السلام انه كان يعتزل نساءه في العشر الاواخر من رمضان.( ... آمِنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
يجب ان يدرك القائمون على تلك الفضائيات أن ما هم فيه جرم عظيم بحق انفسهم وبحق امتهم والايام تطوى والارواح تقبض والاموال تنفد والموعد الله، ويجب ان يدرك اهل العلم انه متى ما ثبت لاحدهم ان تلك الفضائيات تجعل منه طريقاً لتحقيق مرادها الآثم وجب عندها التوقف عن المشاركة معهم ولو تحت ظل الكعبة فالمكان لا يشفع للنية السيئة ولهذا أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بألا يقوم في مسجد الضرار لسوء نية من شيّده وبناه وتكفينا آية القصص (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ).
شتان بين من يجتهد فيخطئ او يتبنى أمراً اختلف الناس فيه،
ومن يأتي لحرمات الله يريد ان ينتهكها ولعورات المسلمين يريد ان يكشفها ولبيوت الصالحين يريد ان يقوّضها.
لا يمكن لرمضان ان يجمع بين اهل الصلاح واهل الفسق
(أمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ).
ولقد سمى الله كتابه فرقاناً، وقال ربنا وقوله الحق (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ).
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ