لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين

الحمد لله رب العالمين ، أحمده وأستعينه وأستهديه ، وصلاة وسلاما على من جمعت كل الكمالات فيه وعلى آله وأصحابه وتابعيه
وبعد:
( روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل ) .
والمتأمل في هذا الهدي النبوي الشريف يعلم من خلاله أن سيدنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يبين لنا أن الإنسان مهما كبر سنه أو بلغ من العمر ما بلغ فإن قلبه يظل متعلقا بحب الدنيا وبطول الأمل فيها

والدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، ولو كانت تساوي شيئا ما سقى الكافر منها شربة ماء ، لذا نبهنا مولانا في كتابه الكريم ألا نغتر بالدنيا ولا تخدعنا بغرورها وزخارفها فقال سبحانه ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) . ( سورة لقمان ) .

ورحم الله شيخنا الخطيب فهو القائل :
فلا تغرنك الدنيا وبهجتها فإنها والذي فيها إلى عدم
هي المتاع قليلا فانياأبه تبيع حظك في الأخرى من النعم

والدنيا لم تشغل سلفنا من الأولياء والعارفين لأن الناس انشغلوا بدنياهم وهم انشغلوا بمولاهم

تشاغل قوم بدنياهم وقوم تخلوا لمولاهم
فألزمهم باب مرضاته وعن سائر الخلق أغناهم
يصفون بالليل أقدامهم وعين المهيمن ترعاهم
فطوبى لهم ثم طوبى لهم إذا ما بالتحية حياهم
من هنا نعلم أن الموفق من وفقه الله لطاعته وجعل الدنيا مطية للآخرة وسبيلا للتضرع والتبتل بين يدي الله...... فوالله الذي لا إله غيره إن أجمل ما فيها أن يقوم الإنسان لصلاة ركعتين في جوف الليل بدمعتين لله جل وعلا .

أما بالنسبة لطول الأمل فإن الإنسان يظل متعلقا بالدنيا ويتمنى طول العمر حتى وهو يتنفس أنفاسه الأخيرة ، أما الأولياء والصالحون فإنهم يتمنون لقاء الله ، ويحبون قدومهم عليه ، لما لهم عند الله من نعيم مقيم دائم .

والإنسان يعجب من أناس أطال الله أعمارهم ، وسخروا أنفسهم للمعصية وأصبحت تشم منهم نتن الطين الذي خلقوا منه ، فتجد الواحد منهم قد جاوز الستين والسبعين وما سجد لله سجدة ، والله جل وعلا قد أعذر إليه وأنذر ، يقول صلوات ربي وسلامه عليه ( أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً ) .( رواه البخاري ) .

فعجبا لك يا ابن الستين والسبعين أما آن الأوان أن تستحي من رب العالمين ، وحري بك يا ابن العشرين والثلاثين أن تسخر نفسك في طاعة رب العالمين ، وأن تسعى لخدمة نفسك بدلا من خدمة جسمك

وضع نصب عينيك قول القائل :
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
.
وليعلم كل مغرور غره حلم الله عليه أن الموت يأتي فجأة بغتة والقبر صندوق العمل .

وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته وجعل الدنيا تحت أقدامنا وحسن لنا ولكم الختام إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وليسمح لي إخواني الأجلاء الفضلاء ، أساتذتي الوجهاء ... الدكتور فؤاد ، والدكتور محمد عزام ، والدكتور محمد شلبي بهذه الدندنة اليسيرة واسمحوا لي بالتطفل على موائدكم العامرة , فأنا أقر لكم أني تلميذ أتتلمذ على أيديكم وأتعلم ، وكل ما هنا لك أني وددت أن أطيب روحي وأرواحكم وأرواح جميع الأعضاء بنسمات طيبة من أقوال ساكن طيبة الطيبة صلوات ربي وسلامه عليه .
..........

لست تلميذا بل أنت أستاذ يا شيخ يسري وجزاك الله خيرا على هذا الكلام الجميل فنحن في أمس الحاجة إليه ، لقد شغلت الدنيا الناس وهرعوا إليها ونسوا الله والدرا الآخرة فجزاك الله خيرا على التنبيه ولفت الأنظار إلى ضرورة الاستعداد ليوم اللقاء وعدم اللهث وراء الدنيا التي هي كما وصفها الله تعالى متاع الغرور
ننتظر المزيد من هذه النفحات المباركات المعبقة بنسمات أهل الله وأنفاس الصالحين
فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون مثل هذه المجالس ويقول أحدهم لصاحبة (تعال بنا نؤمن ساعة)
موفق بإذن الله يا ابومحمد ولا تتأخر علينا

جزيت خيرا مولانا الشيخ محمد على مرورك وعلى تعليقك الطيب
.....

مشاركات أخي الفاضل الشيخ يسري لها عندي مذاق جميل ، لأنني أجد فيها ذلك الجانب الآخر الذي نهمله غالبا في كتاباتنا هو الجانب العاطفي الذي يعنى بالمشاعر القلبية وترقيق القلوب والارتقاء بها إلى حضرة علام الغيوب , أما ما أكتبه , - وأخص نفسي - فقد يفيد العقل ولكنه في حكم القلب مصاب بالجفاف ويحتاج إلى محلول المعالجة الذي يركبه لنا الشيخ يسري في مشاركاته ولعلي أراعي ذلك وأحاول الاستفادة منه .
تقبل تحياتي يا أخي الكريم وسلامي إ لى الأستاذ رامي

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب فضيلة الشيخ يسري جزيت خيراً، ووقيت شراً، ورزقت براً، ورفعت قدراً بهذا التواضع الجم، والأدب الأتم، فإنما يعرف الفضل ذووه، فرسالتك قد أصابت من القلوب ما أصابت، وما ذكرته حضرتك، فهو ما حوله ندندن جميعاً .
وأنت دائماً تعالج اعوجاج الأرواح بعبيرك الفواح .
فلا حرمنا الله منك، ولا من نفحاتك العطرة،،
أخوكم المحب: محمد عزام

أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخوي الكريمين الكبيرين الدكتور فؤاد والدكتور محمد ،

وهذا من أدبكما الجم أن تتفضلوا بهذا التعليق الطيب .

وسلامك وصل يا دكتور فؤاد وجزيت الخير كله .

نفع الله بكما وأتم لكما النعمة والمنة وحشرنا الله وإياكم تحت لواء سيدنا رسول الله .

.....

يالله وكانى أهيم معكم في هذا التفاعل البناء

أرتشف جرعة مع طبيب القلوب فضيلة الشيخ يسري
وأنتبه من غفلة مع الدكتور /محمد شلبي
واستزيد مع الدكتور فؤاد
واستنشق عبيرا سجعيا مع الدكتور محمد عزام

جزاكم الله خيرا ونفعنا الله بكم ، وزادكم علما

ولا حرمنا الله منكم ، ودائما نطلب المزيد

» المسجد الكبير بالجابرية
» الاسلام والهدف الكبير
» شبهة إرضاع الكبير وردها
» ( قم للمعلم) للشاعر الكبير احمد شوقى
» أوراد سيدى احمد البدوى (الحزب الكبير)