منتديات بروف فياض
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Oou_ou10

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم
بالتسجيل
منتديات بروف فياض
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Oou_ou10

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم
بالتسجيل
منتديات بروف فياض
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةمجلةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد عزام
فضيلة الدكتور
فؤاد عزام


المشاركات : 379
التقييم : 10
النشاط : 591
سجل فى : 15/12/2009

أوسمة العضو : وسام التميز
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Avatar10


مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس أبريل 15, 2010 4:54 pm

مفهوم التقوى من المفاهيم الإسلامية الشائعة في خطاباتنا الوعظية , وما كان المسلم المحافظ على صلاة الجمعة ليعجز عن الإجابة عن السؤال الآتي : ما التقوى؟ وبداهة تكون الإجابة : هي الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والرضا بالقليل , والاستعداد ليوم الرحيل .
وهذه معان سامية جامعة لكل خير , وقد ثبتت في أذهاننا نحن المسلمين من كثرة ترديدها على المنابر وفي مناسبات الوعظ , ولكن الحديث عن التقوى في منتدى التفسير وعلوم القرآن الكريم يدفعني دفعا إلى خوض ذلك البحر الزخار الذي لا تنقضي عجائبه , ولا تنفد درره , ولا يخلق على كثرة الرد , إنه كلام الله جل جلاله .. إنه القرآن الكريم .
وإذا طوفت أيها الحبيب في رياضه المونقة لتقطف بعضا من أزاهير المعاني التي يحتويها مفهوم التقوى لحصدت من ثراء المعاني وغنى الآداب ما تغيب حتى لم يعد يخطر على البال , ولا أريد القفز إلى النتيجة المبتغاة من هذا الحديث فهلم نقرأ معا بعض الآيات التي احتوت على كلمة ( التقوى ) ومشتقاتها سائلين المولى تعالى أن يمدنا بالفهم الصائب والقول السديد .
من هذه الآيات قوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
فهذه الآية هي الأولى من سورة النساء وسورة النساء تعنى بتنظيم شئون المجتمع المسلم وتبيان ملامح العلاقات التي يجب أن تكون بين أفراده , فتتحدث عن اليتامى وحقوقهم وتعرض صورا من الظلم الذي يقع عليهم , وعن أنصبة الميراث , وخصوصا ميراث النساء تلك الفريضة شبه المهجورة , وعن نظام الأسرة وغير ذلك من الموضوعات الاجتماعية فما دلالة تصدير السورة الكريمة بالأمر بتقوى والخوف منه قبل الخوض في هذه الموضوعات الحيوية؟ وما دلالة الأمر باتقاء ( الأرحام ) - على معنى القراءة بالنصب – وما دلالة التذكير بأن الله رقيب علينا في تذييل الآية وما علاقته بالتقوى ؟ .
إن القلب ليهتز بعنف إذا عايش هذه المعاني في ظل الواقع الذي نعيشه , وفي ظل المجتمع المسلم الذي انحرف كثير من المسلمين فيه عن مفهوم التقوى في هذه المسائل الشديدة الأهمية . فمن الناس من ينسى أصل الأخوة الإنسانية الذي انبثق منها هو و ( الناس ) جميعا فلا يرعى لمؤمن حرمة ولا يرقب فيه إلا َّولا ذمة فتراه سيئ الجوار , خائن العهد , سليط اللسان , يدور مع الدرهم والدينار حيث دارا ولو كلفه ذلك تمزيق أواصر المودة بينه وبين المسلمين ! ألا تراه قد غفل عن نداء الله تعالى باتقاء غضب الله في إيذاء الناس ؟ أين هو من ذلك النداء في مطلع سورة النساء ؟
ناهيك عن الأمر باتقاء ( الأرحام ) وهي ذلك المعنى العجيب – كما يقول صاحب الظلال رحمه الله – (إن تقوى الله مفهومة ومعهودة لتكرارها في القرآن . أما تقوى الأرحام فهي تعبير عجيب يلقي ظلاله الشعورية في النفس , ثم لا يكاد الإنسان يجد ما يشرح به تلك الظلال ! اتقوا الأرحام أرهفوا مشاعركم في الإحساس بوشائجها . والإحساس بحقها . وتوقي هضمها وظلمها . والتحرج من خدشها ومسها ..توقوا أن تؤذوها , وأن تجرحوها , وأن تغضبوها .. أرهفوا حساسياتكم بها . وتوقيركم لها . وحنينكم إلى نداها وظلها ) أ. هـ .
فارجع البصر أخي القارئ في مجتمعك الذي تحيا فيه أو في الحارة التي تتفيأ ظلالها وابحث عن العلاقات بين الأقارب وذوي الأرحام وابحث عن التقوى ووجودها في هذا الميدان , ثم ارجع البصر كرتين وابحث عن الحقوق المهضومة بينهم , والميراث المأكول ظلما , فأورث العداء بين الظالم وذريته والمظلوم وذريته من عشرات السنين , واليتيم المقهور من عمه , والمحروم من الميراث من أبيه أو أمه ..... ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير .
وعندما يرجع البصر إليك وعلى حسرة تغمض عينيك ردد قوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وتخيل لو وجدت هذه التقوى على أرض الواقع كيف يكون الحال ؟
وانظر معي أخي الكريم إلى دلالة أخرى من دلالات ( التقوى ) في هذه السورة الكريمة قال تعالى :
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (النساء:9)
فهذه الآية الكريمة خطاب من الله تعالى للأوصياء على اليتامى يذكرهم فيها بأن أولادهم يمكن أن يكونوا ليتامى في أية لحظة مثل هؤلاء الذي جعلهم الله أوصياء عليهم فهل يحب هؤلاء الأوصياء أن يظلم أبناؤهم وأن يسلبوا حقوقهم من ظالم متجبر ؟ أم يحبون أن يقع أبناؤهم تحت وصاية رجل رحيم رقيق القلب عادل لا يظلم ولا يحب الظلم ؟
إذن .. عليهم أن يختاروا لليتامي ما اختاروه لأبنائهم وعليهم أن (( يتقوا الله )) وأن يقولوا (( قولا سديدا )) عليهم أن يخافوا الله في أولاد الناس ليوكل الله تعالى من يخاف الله في أولادهم إذا رحلوا عن الدنيا وتركوهم زغب الحواصل لاماء ولا شجر .
أرأيت أخي الكريم سمو مفهوم التقوى في هذا الموطن وارتباطه الصميمي بواقع الحياة ومشاكلها ؟ ألا ترى معي أنه يحتاج إلى بعث وعظي جديد يعتمد على القرآن وتفسيره في المقام الأول ثم يسقطه على واقع الحياة ؟
هذه بذرة فقط في مجال التقوى وعلاقتها بالحقوق في القرآن الكريم تحتاج هذه البذرة إلى من يراعيها بالتدبر والقراءة والاطلاع على كتب التفسير لعله يفيد المسلمين بما أفاء الله عليه من معان . وحسبي من ذلك الغرس .
تعال ننتقل إلى جانب آخر من الجوانب التي يلقي عليها مفهوم التقوى بظله ويحرسها برهبته مثل قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) سورة البقرة الآيات من 278 حتى 281.
الآيات الكريمة تشن حربا ضارية على أكلة الربا فما دلالة تكرار الأمر بالتقوى في هذه الحرب ؟
إن ذكر تقوى الله تعالى هنا يجعل المرابي أمام الله الجبار بمنزلة العدو أمام عدوه - ولله المثل الأعلى – ومن يطيق ذلك ؟
إن الآيات تبدأ بالأمر بتقوى الله وخوفه وخشيته وترك الفائدة الربوية للمدين المضطر والاكتفاء بأخذ رأس المال فقط , فإن كان هذا المدين شديد الفقر وجب أن يمهل حتى يتيسر حاله فإن لم يستطع أو لم يرج منه سداد لفقره المدقع فالتصدق عليه بدينه من أفضل الأعمال عند الله وأثقلها في ميزان العبد يوم يلقاه ثم تكر الآيات تارة أخرى آمرة بـ ( اتقاء ) يوم يرجع في الدائن والمدين إلى الله ويحاسب كل على عمله الذي قدم وعندها لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بالله بقلب سليم .
ألا ترى أن مجتمعنا أحوج ما يكون إلى مراعاة هذا البعد الاقتصادي في مفهوم التقوى , وقد صار القرض الربوي أيسر من شرب الماء , وتبسطت فيه الضرورة إلى حد أن تطلق على رفاهيات الحياة فشراء الثلاجة ضرورة يرابى من أجلها , والتفاخر بأثاث بيت العروس ضرورة يرابى من أجلها , وشراء القراريط والأفدنة لتوسيع رقعة (الطين) ضرورة يرابى من أجلها .... إلخ , هنا تبرز الحاجة إلى الجهر بالمفهوم القرآني للتقوى في هذا المجال وإلى الصدع بقوله عز وجل بعد التحذير من الربا : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .
وهكذا في الآيات التي تتحدث عن المال وكسبه والتصدق به نحتاج إلى استيضاح معنى التقوى فيها كقوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) (الليل:5, 6, 7) . تعال ننتقل معا إلى مجال آخر يخص العلاقات الزوجية .. خذ مثلا مسألة الطلاق وتوابعه في سورة الطلاق تجد أن الله تعالى يكرر الأمر بالتقوى في هذه القضية الخطيرة قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) (الطلاق:1) والخطاب في هذه الآية الكريمة للنبي صلى الله عليه وسلم والحكم عام له صلى الله عليه وسلم ولأمته , والله تعالى يأمر من اضطر إلى الطلاق أن يطلق المرأة في استقبال طهرها بعد حيضها قبل أن يمسها - ومفهوم هذا النهي عن الطلاق أثناء الحيض - ويأمر تعالى بإحصاء العدة وضبطها ثلاثة أقراء كاملة , ويأمر تعالى بالتقوى هنا بألا يخرج الزوج المطلقة طلاقا رجعيا من بيته بل تظل فيه طيلة فترة العدة إلا إذا كانت قد أتت بفاحشة مثل الزنا أو إيذاء الزوج مع أنه طلقها أو سوء الأدب مع أهل زوجها , والأمر بالتقوى هنا يعنى التحذير والترهيب للزوج المطلق أن يخرج الزوجة المطلقة رجعيا من بيته حتى تنتهي عدتها والحكمة من ذلك إعطاء الفرصة للرجعة والحفاظ على البيت والولد , واستثارة عواطف المودة واستدعاء ذكريات الحياة المشتركة فيعود الماء إلى مجراه نابضا بالحياة لكل ما ذبل من صدى الفراق وأوشك أن يموت وتتقي هذه الأسرة شر الطلاق وما يترتب عليه من تشرذم وضياع وبغضاء تستكن في القلوب . من أجل ذلك يأمر بالتقوى .
ألا ترى معي أخي الكريم مدى غياب مفهوم التقوى في هذه القضية في مجتمعنا ؟ ألا تلحظ مدى الانحراف الذي يحصل عندما تهجر المرأة بيت زوجها إلى بيت أهلها ليس للطلاق ولكن لأتفه الأسباب وأحقر الأمور ؟
إذا كان الله قد حرم على الزوج أن يخرجها وهي مطلقة حتى تنتهي عدتها فما باله يطردها في كل صغيرة وكبيرة هل نسي أن الله يقول ( وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ) فإذا كان هذا في الطلاق فهو في ما دونه من باب أولى .
ألا تلحظ أن غياب مفهوم التقوى في هذا الأمر أثار كثيرا من المشاكل وخرب كثيرا من البيوتات العامرة ؟
نعم عندما تغاضب المرأة زوجها وتبقى في بيتها ويحرص هو ألا تخرج تبقى دائرة المشكلة ضيقة بينهما وسرعان ما تزداد ضيقا حتى تتلاشى , أما عندما تخرج المرأة إلى بيت أهلها وعندما يخرجها هو تتسع الدائرة وتتسع أطرافها ويصبح لكل فيها حق يريده ويطالب به , ويعاد طرح المشكلة مرات ومرات وفي كل مرة تقرأ بقراءة مختلفة وتفهم بفهم مغاير لأصلها , وتتضخم على حساب الزوجين والأولاد المساكين حتى تنحل تلك الرابطة وذلك أبغض الحلال عند الله .
ألا ترى أننا في حاجة إلى من يذكرنا بمفهوم التقوى ومعانيه في هذا المجال ؟.
وعلى ذلك فقس آيات أخرى مثل قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4) فما معنى الآية وما دلالة التقوى هنا ؟ يحتاج هذا إلى مراجعة كتب التفسير لاستجلاء الحكمة وبيان المعنى .
وبعــد
فما زال في الأمر متسع وما كتب هنا ليس إلا محاولة لفهم موضوعي لمفهوم التقوى في القرآن الكريم وأسأل الله أن أكون مصيبا فيما كتبت , وأن يعفو عني إن كنت قد أخطأت , وألتمس من الشيخين المشرفين على قسم التفسير د محمد عزام , ود محمد شلبي قبول هذا الموضوع في هذا القسم تطفلا منى على مائدتهما القرآنية العامرة , وألتمس منهما كذلك تصويب الخطأ وتقويم الزلل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد شلبي
دكتور التفسير وعلوم القرآن
دكتور التفسير وعلوم القرآن



المشاركات : 96
التقييم : 10
النشاط : 136
سجل فى : 10/04/2010

أوسمة العضو : وسام التميز
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Avatar10


مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس أبريل 15, 2010 8:18 pm

جزاك الله خيرا دكتور فؤاد وإن الذي يدقق في كلامك يرى التقوى ماثلة في كل جزئية من جزئيات الحياة وقابعة في كل زاوية من زواياها كأنها حارس أمين يراقب الإنسان في كل تصرفاته
إنها ذلك الإحساس الداخلي الذي يربيه الإسلام داخل أتباعه فيجعلهم يستشعرون معية الله تعالى معهم في كل حركة وسكنة ، في كل خطرة من الخطرات، وفكرة من الفكر، فعلمه سبحانه بما غاب واستتر كعلمه بما ظهر وانتشر، سواء في علمه ذلك كله
يمكننا في ضوء الايات التي تفضلت بذكرها أن نطلق مفهوم التقوى على ما يسمى بالضمير الحي داخل الإنسان، فهو إن استشعر معية الحق المستمرة فلن يُقدِم على ما يغضبه ولا ما يقفه أمام مولاه في موقف محرج يوم يلقاه؛ لأن الله تعالى جعل عليه حارسا من نفسه يأمره وينهاه حتى وإن غاب عن أعين الناظرين
وقد شد انتباهي حين ألقيت نظرة على آيات التقوى كما أوصيتني ، أني وجدت بعض آيات التقوى موجَّهة إلى مقام سيدنا رسول الله صلوات الله عليه فسألت كيف يخاطب الحق سبحانه حبيبه ومصطفاه آمرا إياه بتقواه قائلا (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين)؟؟؟
إن سيد الخلق صلوات الله عليه هو أتقى الناس لله وأخشاهم له بشهادته هو صلوات الله عليه حين قال (أنا أخشاكم لله وأتقاكم له) فما باله يناله الأمر بالتقوى كبقية الأمة ألِنقص في أعماله حاشاه فهو أكمل الأمة عملا وأخلصهم فعلا وامتثالا، إذن فالأمر بالنسبة للنبي عليه الصلاة والسلام يختلف عنا؛ فإذا كان الأمر بالتقوى بالنسبة لنا استكمالا لنقص فهو بالنسبة لسيد الخلق ترقٍّ في مدارج الكمال وصعود في مراتب القرب من الله الكبير المتعال، وقد ذهب بعض العالمين بالقرآن إلى أن الأمر للنبي صلوات الله عليه هنا من باب التعريض فهو أمر له والمراد به أمته، لكن ما المانع أن يكون الأمر حقيقيا بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم مع لحظ معان أخرى مغايرة للمعنى المراد عند خطاب الأمة كما أوضحنا ولذلك يقول الألوسي رحمه الله موضحا:"وظاهر سياق ما بعدُ أن المعنىَّ بالأمر بالتقوى هو النبي صلى الله عليه وسلم لا أمته كما قيل في نظائره والمقصود الدوام والثبات عليها ، وقيل : الازدياد منها فإن لها باباً واسعاً وعرضاً عريضاً لا ينال مداه" ا.هـ
فتقوى سيد الخلق غير تقوى أمته إنهم يبدأون من حيث ينتهي هو صلوات الله عليه، على ما ألمح إليه الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى بأن المعنى:" ادخل في مقام الإحسان ، وجدَّده دائماً؛ لأن مراقي القبول من الله لا تنتهي ، كما أن كمالات العطاء في الله لا تنتهي"ا.هـ
إن تقوى الله تعالى شِرعة الأنبياء على مر العصور فما من نبي أتى الدنيا مبشرا ونذيرا إلا كان من أولويات دعوته الإرشاد إلى وجوب تقوى الله تعالى، والقرآن يصدق ذلك
- فالوحي يتنزل من السماء آمرا بالتقوى والخوف من الله تعالى كما تحدثت بذلك فاتحة سورة النحل يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)
- وفي سورة المؤمنون بعد أن قص الله علينا طرفا من أنباء المرسلين عقَّب على ذلك بقوله: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ *)
- وهي وصية الله للأولين والاخرين كما قال رب العزة: ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)
- وفي سورة الشعراء يتكرر الأمر بتقوى الله وطاعته في بداية حديث كل نبي مع قومه فنجد قول الله تعالى: (فاتقوا الله وأطيعون)
- وهي الباعثة على الاستعداد ليوم اللقاء لأنها خوف داخلي واستشعار لقرب الرب من العبد كما قال مولانا في أواخر سورة الحشر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ولسائل أن يسأل لماذا كرر الحق سبحانه الأمر بالتقوى في آية الحشر والجواب أن الأمر من باب التكرار المفيد للتوكيد، أو أن الأمر الأول بالتقوى مراد به أداء الأوامر والأمر الثاني بها مراد به اجتناب النواهي
- وإن الإنسان ليخجل أشد الخجل ويستحيي أشد الحياء حين يقترف إثما أو جرما على عين الله وبصره ورب العزة ينادي عليه: (يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ) يالله لهذه القلوب المتحجرة التي ران عليها حب الدنيا والشهوات حتى أصمها عن سماع رب العالمين ينادي ثم لا يسمع النداء ولا يجيب ما ذا هو قائل لمولاه حين يرِد عليه يوم القيامة؟؟؟!!!
- إن التقوى في كتاب الله تعالى منظومة متكاملة تضمن للمؤمن إذا هو اتبعها وسار على ما فيها أن يكون من السعداء في الدنيا وأهل النجاء يوم لقاء الله: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيدُ
وتقوى الله خير الزاد ذخرا وعند الله للأتقى مزيد
- فليلزم المؤمن طريق مولاه وليعلم أن من تقرب إلى الله شبرا تقرب منه باعا ومن تقرب منه باعا تقرب منه ذراعا ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن أخذ في طريق التقوى وخاف من الله أن يقرب حماه أو يعتدي على أوامره ونواهيه فإن الله يمده بمدد من عنده ويهديه الصراط المستقيم(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)
نشكر للأستاذ الدكتور فؤاد الذي كان سببا في إثارة هذا الموضوع ونسأل الله تعالى أن يشملنا وإياه برعايته وأن يجعلنا وجميع المسلمين من أهل التقوى والخوف من الله عز وجل
[u]


عدل سابقا من قبل محمد شلبي في الخميس أبريل 15, 2010 8:22 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد شلبي
دكتور التفسير وعلوم القرآن
دكتور التفسير وعلوم القرآن



المشاركات : 96
التقييم : 10
النشاط : 136
سجل فى : 10/04/2010

أوسمة العضو : وسام التميز
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Avatar10


مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس أبريل 15, 2010 8:40 pm

جزاكم الله خيرا على مساهماتكم، وتسأل الله أن ينفعنا وإياكم وأن يجعل ما ذكرناه زادا إلى حسن المصير إليه وعتادا إلى يمن القدوم عليه
وأقول لأخى الفاضل الدكتور محمد عزام لقد تحجرت واسعا في عدد آيات التقوى في القرآن، فهي تربوا على الثمانين آية بكثير إنها تزيد على الخمسين بعد المئتين
وعموما لقد أخذت حذرك فقلت هي تزيد على الثمانين وهذا يصلح لما فوق الألف لا عدمنا ذكاءك وألمعيتك واحتراسك
ولي عندك رجاااء حار يا دكتور محمد نريدك أن تتنزل باسلوب الخطاب شفقة على إخوانك وأنا منهم فلكل مقام مقال وما يخاطب به قوم ربما لا يصلح لآخرين ونحن لسنا قد ابن فارس ولا قدك يا مولانا


عدل سابقا من قبل محمد شلبي في الخميس أبريل 15, 2010 8:43 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو إيمان
مدير قسم الفتاوى الإسلامية دكتور التفسير وعلوم القرآن
مدير قسم الفتاوى الإسلامية دكتور التفسير وعلوم القرآن



المشاركات : 22
التقييم : 0
النشاط : 72
سجل فى : 09/10/2009

أوسمة العضو : وسام التميز

مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس أبريل 15, 2010 8:41 pm

لقد عشت بروحي وعقلي مع هذا الموضوع الرائع، وصفوة القول إن كاتبنا قد أجاد وأفاد وأصاب في اختياره هذا الموضوع، فالتقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين [وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ]"النساء:131، حتى قال بعض العارفين: هذه الآية هي رحى آي القرآن، لان جميعه يدور عليها.
وهذه اللفظة بمشتقاتها تعددت في القرآن في أكثر من ثمانين موضعاً، لأهميتها في ميزان المؤمن، فمؤمن بدون تقوى كإناء ليس له قاع، قال صاحب التحرير والتنوير: وجُعل الأمر بالتقوى وصيةً : لأنّ الوصية قول فيه أمرٌ بشيء نافع جامع لخير كثير، فلذلك كان الشأن في الوصية إيجاز القول لأنّها يقصد منها وعي السامع ، واستحضاره كلمة الوصية في سائر أحواله . والتقوى تجمع الخيرات ، لأنّها امتثال الأوامر واجتناب المناهي ، ولذلك قالوا : ما تكرّر لفظ في القرآن ما تكرّر لفظ التقوى ، يعنون غير الأعلام ، كاسم الجلالة .
وفي الحديث عن العرباض بن سارية : وَعَظَنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون ، فقلنا يا رسول الله: كأنَّهَا موعظة مُوَدّععٍ فأوْصِنا، قال « أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ والسمع والطاعة» . والإخبارْ بأنّ الله أوصى الذين أوتوا الكتاب من قبل بالتقوى مقصود منه إلْهاب همم المسلمين للتهمّم بتقوى الله لئلاّ تفضلهم الأمم الذين من قبلهم من أهل الكتاب، فإنّ للائتساء أثراً بالغاً في النفوس، كما قال تعالى { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } [ البقرة : 183 ] .
والأمر بالتقوى تعدد في السور المكية ، وفي السور المدنية، أما المكى فتلقوية الصلة بين المخلوق وخالقه جل وعلا، وأما المدني فلتعزيز العلاقة بين بني الإنسان .
وهذا ما فطن إليه عالمنا الجليل الدكتور فؤاد بارك الله لنا فيه عندما استهل حديثه بصدر سورة النساء، وتلك السورة الكريمة استهلت بحث الناس قاطبة بالتقوى، وهيجت الأفئدة إلى التمسك بأهدابها، بأن يتقوا الله ويصلوا أرحامهم التي يتساءلون بها يوم اللقاء العظيم، وليس من قبيل الصدفة أن تأتي سورة النساء تلو أختها آل عمران، بل هناك من المناسبات الكثير والكثير نأخذ منها لب موضوعنا [ التقوى ] حيث إن سورة آل عمران ختمت بالأمر بالتقوى، وافتتحت سورة النساء به، وهذا من أكبر وجوه المناسبات في ترتيب السور، وهو نوع من البديع يسمى‏:‏ تشابه الأطراف .
والتقوى: هو جعل الشيء في وقاية ممّا يُخاف منه. هذا حقيقته. ثمّ يسمّى الخوف تارة تَقْوَى، والتقوى تارة خوفاً، حسب تسمية المقتضَى بمقتضيه، والمقتضِى بمقتضاه.
والتقوى أيضاً: في المعنى اللغوي: قلة الكلام، كما ألمح إليه العلامة ابن فارس، وصار التَّقوى - في عرف الشَّرع - حفظ النَّفس عمّا يُؤثم. وذلك يتجنَّب المحظور، ويتم ذلك بترك كثير من المباحات، كما في الحديث "الحَلال بيّن والحرام بيّن. ومَنْ رتَع حول الحِمَى يوشك أَن يقع فيه"، "لا يبلُغُ الرّجل أَن يكون المتَّقين حتى يَدَع ما لا بأْس به حذرا مّما به البأْس" قال الماع: منازل التقوى ثلاثة: تقوَى عن الشرك، وتقوَى عن المعاصي، وتقوى عن البِدْعة.
وقد ذكرها الله سبحانه في آية واحدة، وهى قوله عزَّ وجلّ { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} التَّقوى الأُولى تقوى عن الشرك، والإِيمان في مقابلة التَّوحيد، والتَّقوى الثانية عن البدعة، والإِيمان المذكور معها إِقرار السنَّة والجماعة. والتقوى الثالثة عن المعاصي الفرعيّة، والإِقرار في هذه المنزلة قابلها بالإِحسان، وهو الطَّاعة وهو الاستقامة عليها.
والتقوى في القرآن متعددة المعاني كما ذهب إليه صاحب البصائر: فقد ورد في التنزيل على خمسة أَوجهٍ:
الأَوّل: بمعنى الخوف والخشية: {اتَّقُواْ رَبَّكُمُ}.
الثَّانى: بمعنى التحذير والتخويف: {لاَ اله إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ}.
الثَّالث: بمعنى الاحْتراز عن المعصية: {وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ}.
الرّابع: بمعنى التَّوحيد والشَّهادة: {اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} أَى وحّدوا الله.
الخامس:بمعنى الإِخلاص واليقين: {فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}.
وقوله - تعالى -: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} يُشْعِر بأَنَّ الأَمرِ كلَّه راجع إِلى التَّقوى. وقوله تعالى {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ} يُفهِم أَنَّه لو كانت في العالم خَصْلة هي أَصلح للعبد، وأَجمع الخير، وأَعظم للأَجر، وأَجَلّ في العُبوديّة، وأَعظم في القدر.
وأَوْلى في الحال ، وأَنجح وفى المآل من هذه الخَصْلة، لكان الله - سبحانه - أَمر بها عباده، وأَوصى خواصّه بذلك؛ لكمال حكمته ورحمته. فلمّا أَوصى بهذه الخَصْلة الواحدة جميعَ الأَوّلين والآخرين من عباده، واقتصر عليها، علمنا أَنَّها الغاية التي لا متجاوَز عنها، ولا مقتصر دونها، وأَنه عز وجلّ قد جمع كلّ محض نُصْح، ودلالة، وإِرشاد، وسُنَّة، وتأْديب، وتعليم، وتهذيب في هذه الوصيّة الواحدة.
وأترك باقي التعليق لمن أراد أن يشارك، والله تعالى ولي التوفيق وجزى الله فضيلة الدكتور فؤاد خير الجزاء على تلكم الكنوز النفيسة .
والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم .
[/size][/size][/b][/size][/font]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو إيمان
مدير قسم الفتاوى الإسلامية دكتور التفسير وعلوم القرآن
مدير قسم الفتاوى الإسلامية دكتور التفسير وعلوم القرآن



المشاركات : 22
التقييم : 0
النشاط : 72
سجل فى : 09/10/2009

أوسمة العضو : وسام التميز

مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس أبريل 15, 2010 8:50 pm

الأخ العزيز الدكتور محمد شلبي سلمه وحفظه، أما أني قد ذكرت أن التقوى تعددت في القرآن الكريم أكثر من ثمانين مرة، فهو من قبيل " إن تستغفر لهم سبعين مرة" ، ومن قبيل " فارجع البصر كرتين"، وهذا ما فطنته حضرتك، أما أني أنزل بالأسلوب ، فالأسلوب يا أخي الحبيب ـ نازل لوحده ـ وإنما هو قول من قبيل تواضعكم الفذ، لا حرمنا منكم، ومن توجيهاتكم الطيبة.
وكفى المرء فخراً أنكم طوفتم بأعينكم النيرة على ما كتبه العبد الفقير.
أخوكم محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد عزام
فضيلة الدكتور
فؤاد عزام


المشاركات : 379
التقييم : 10
النشاط : 591
سجل فى : 15/12/2009

أوسمة العضو : وسام التميز
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Avatar10


مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس أبريل 15, 2010 10:21 pm

أخوي الفاضلين
زادكما الله علما وفطانة وفهما
فلقد أفدتما وأسعدتما وأمتعتما
في انتظار موضوعاتكما فقسم التفسير لم يزل غضا طريا أسأل الله أن يوفقكما ويعينكا حتي يستوي على سوقه يعجب القراء نباته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد شلبي
دكتور التفسير وعلوم القرآن
دكتور التفسير وعلوم القرآن



المشاركات : 96
التقييم : 10
النشاط : 136
سجل فى : 10/04/2010

أوسمة العضو : وسام التميز
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Avatar10


مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالجمعة أبريل 16, 2010 3:45 am

اللهم بارك في تلك الجهود واجعلها خالصة لوجهك واجز كل من ساهم في هذا المنتدى خيرا كثيرا طيبا
ونرجوا من إخواننا رواد هذا المنتدى الطيب أن يتفاعلوا مع ما يطرح في كافة أقسام المنتدى ونرى تعليقاتهم حتى يشعر الإخوة الكتاب أن لكلامهم صدى في النفوس
فهلموا جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء المؤمنة
عضو جديد
عضو جديد



المشاركات : 22
التقييم : 10
النشاط : 34
سجل فى : 29/05/2011

الموقع : الجزائر
العمل/الترفيه : معلمة قرآن
تعاليق : اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد


مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس يونيو 02, 2011 8:07 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وزادكم الله فضلا وعلما وتقى ، وجزاكم عن الإسلام خير الجزاء
ما أحوجنا إلى التفكر والتدبر في كتاب ربنا وخالقنا بهذه الطريقة الرفيعة المميزة التي تؤدي إلى التفاعال والعمل بالقرآن الكريم ، وتعطيه صفته الأساسية في الإعجاز والخلود .

أرأيت أخي الكريم سمو مفهوم التقوى في هذا الموطن وارتباطه الصميمي بواقع الحياة ومشاكلها ؟ ألا ترى معي أنه يحتاج إلى بعث وعظي جديد يعتمد على القرآن وتفسيره في المقام الأول ثم يسقطه على واقع الحياة ؟

ألا ترى أن مجتمعنا أحوج ما يكون إلى مراعاة هذا البعد الاقتصادي في مفهوم التقوى , وقد صار القرض الربوي أيسر من شرب الماء , وتبسطت فيه الضرورة إلى حد أن تطلق على رفاهيات الحياة فشراء الثلاجة ضرورة يرابى من أجلها , والتفاخر بأثاث بيت العروس ضرورة يرابى من أجلها , وشراء القراريط والأفدنة لتوسيع رقعة (الطين) ضرورة يرابى من أجلها .... إلخ , هنا تبرز الحاجة إلى الجهر بالمفهوم القرآني للتقوى في هذا المجال وإلى الصدع بقوله عز وجل بعد التحذير من الربا : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .
ألا ترى معي أخي الكريم مدى غياب مفهوم التقوى في هذه القضية في مجتمعنا ؟ ألا تلحظ مدى الانحراف الذي يحصل عندما تهجر المرأة بيت زوجها إلى بيت أهلها ليس للطلاق ولكن لأتفه الأسباب وأحقر الأمور ؟
إذا كان الله قد حرم على الزوج أن يخرجها وهي مطلقة حتى تنتهي عدتها فما باله يطردها في كل صغيرة وكبيرة هل نسي أن الله يقول ( وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ) فإذا كان هذا في الطلاق فهو في ما دونه من باب أولى .
ألا تلحظ أن غياب مفهوم التقوى في هذا الأمر أثار كثيرا من المشاكل وخرب كثيرا من البيوتات العامرة ؟

ومن أجمل ما قرأت في هذا السياق أيضا وهو يدعم رأيكم السديد إن شاء الله ما أورده الشيخ الجليل عمر عبيد حسنة في كتابه الشاكلة الثقافية ص 159:
إن استمرار السقوط والتخلف في عالم المسلمين ، على الرغم من تلاوة القرآن وحفظه دليل على وجود خلل في أدوات ومناهج التوصيل الذي لم يحقق المأمول ولم يحمل الأمة إلى مواقع التدبر المطلوب، الذي يورث الهداية والإتعاظ والوقاية أو التقوى الحضارية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد عزام
فضيلة الدكتور
فؤاد عزام


المشاركات : 379
التقييم : 10
النشاط : 591
سجل فى : 15/12/2009

أوسمة العضو : وسام التميز
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Avatar10


مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي   مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالجمعة يونيو 03, 2011 5:47 pm


(( إن استمرار السقوط والتخلف في عالم المسلمين ، على الرغم من تلاوة القرآن وحفظه دليل على وجود خلل في أدوات ومناهج التوصيل الذي لم يحقق المأمول ولم يحمل الأمة إلى مواقع التدبر المطلوب، الذي يورث الهداية والإتعاظ والوقاية أو التقوى الحضارية))
جزاكم الله خير على هذه الدرة الثمينة
فهي جديرة أن تحفظ وتستظهر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صاحب مبادرة حرق القرآن بتجاهل تحذيرات قائد القوات الأمريكية في أفغانستان
» تحميل مصحف المدينة المنورة
» أنواع المياه في القرآن الكريم‏
» جداول ختم القرآن الكريم في رمضان
» ماذا لو أحرق القس القرآن الكريم؟!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بروف فياض :: (¯`°•.¸¯`°•. المنتديات الإسلامية .•°`¯¸.•°`¯) :: قسم التفسير وعلوم القرآن-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» مفتاح تفعيل windows 7 ultimate n activation النسخة الاوروبية
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2020 8:57 pm من طرف safy990

» تحميل ويندوز سفن 64 بايت كاملة ألية تورينت win 7 64 bite torrent
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2020 8:53 pm من طرف safy990

» تحميل برنامج QuickBooks كويك بوكس كامل بالسيريال روابط سريعة على الميديا فاير
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 23, 2020 12:24 pm من طرف nany4mg

» الدولية كلين للتنظيف الشامل بجدة - 0555665145
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالخميس أبريل 12, 2018 9:57 pm من طرف alrafay

» نظف خزانك وحافظ على نقاء المياه
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 03, 2018 2:30 am من طرف احمدالسيد299

» تحلية مياه البحر المالح
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 03, 2018 2:27 am من طرف احمدالسيد299

» تعقيم وتنظيف خزانات المياه يحافظ على الماء نقيا فترة طويلة
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 03, 2018 1:51 am من طرف احمدالسيد299

» الدولية كلين للتنظيف الشامل بجدة - 0555665145
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 28, 2018 5:12 pm من طرف alrafay

» الدولية كلين لعزل الخزانات بجدة -0555665145
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالجمعة فبراير 09, 2018 1:10 am من طرف alrafay

» شركة تنظيف شقق بجدة-0555665145
مفهوم التقوى في القرآن الكريم ..محاولة لفهم موضوعي I_icon_minitimeالإثنين يناير 22, 2018 6:36 pm من طرف alrafay



Copyright © proffayad.yoo7.com 2008-2009. All rights reserved
Home of Exclusive
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بروف فياض
2009-2010

free counters